من سمعوا ابن كيران يقول « لن نسلمكم أخانا » في الجلسة العامة لشبيبة حزبه عن استدعاء حامي الدين إلى القضاء للرد على معلومات جديدة ظهرت بخصوص تورطه أو عدم تورطه في مقتل الطالب آيت الجيد، فركوا آذانهم جيدا وأمسكوا رؤوسهم بين الأيدي وطرحوا سؤالا جديا وحقيقيا وهم يسمعون هذا الكلام « هل كان هذا الرجل رئيسا للحكومة المغربية في السنوات الخمس الماضية حقا؟ » « لن نسلمكم أخانا » جملة كانت تقولها القبائل العربية لبعضها البعض إبان الجاهلية وقبل الفتح الإسلامي بكثير. كان كبير القبيلة يعلن نصرة أخيه القاتل أو المتهم بالقتل وإن كان متورطا ويعتبر تسليمه تسليما في عرض القبيلة، ويعتبر نصره ظالما أو مظلوما واجبا قبليا لا مناص منه. بعد الإسلام شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الجاهلي للأعراب المحيطين به، بأن نصرة الأخ ظالما أو مظلوما تعني نصرته حين يكون هو المظلوم، ونصرته بالنصح حين يكون الظالم. وعلى مايبدو جهة ما يجب أن تنصح ابن كيران وحامي الدين أن التسليم اليوم لن يكون لأي كان، بل هو أصلا لن يكون. الذي سيكون هو الاستجابة لطلب من القضاء المغربي الذي هو مؤسسة في البلد الذي كان ابن كيران رئيس حكومته منذ خمس سنوات خلت واحترام قانونه هو أوجب الواجبات ابن كيران ليس على مايرام، وهو اليوم أصبح قاضيا يقفل الملفات ويفتحها، وبلهجة جاهلية تنم على أن أشياء كثيرة قد تغيرت في الرجل، لكن النواة الأولى التي جعلته ذات مقتل لعمر بن جلون يقول - حسب عديدين - عن الشهيد الكبير إنه « مجرد كلب أجرب » لازالت على الحال الأول تحن لأشياء عديدة اعتقد الكثيرون أن الرجل قد انتهى منها في انتظار اتضاح الأمور، الشهيد آيت الجيد شاب مغربي ودمه ليس رخيصا إلى هذا الحد، والقضاء المغربي إما أن نحترمه جميعا، وإما أن...لانسلم أنفسنا جميعا إليه أبدا في أي يوم من الأيام.