انتقض معتقلو أحداث الحسيمة، وقرروا الانسحاب من الجلسة رفقة عائلاتهم بعد أن استفزهم سؤال طرحه رئيس الهيئة على أحد المعتقلين، وهو المتهم «محمد المحداني»، حيث اعتبره المتهمون سؤالا ينتقص من مغربية المتهمين ويطعن في وطنيتهم. وكان القاضي قد طرح سؤالا مؤداه "واش نتا مغربي"، عندما كان المتهم يجيب خلال عملية استنطاقه على أسئلة المحكمة، حيث ذكر أن ما يحز في نفسه هو الانتقاص مِن وطنيته ومغربيته، ليقول المتهم إن "هذا السؤال جرحني، وآلمني كثيرا...". وبمجرد طرح السؤال المذكور، انتفض المتهمون ودفاعهم، حيث أعلن ناصر الزفزافي من داخل القفص الزجاجي: "سيدي القاضي أنا وطني.. ولا أقبل أن يمس أحد بوطنيتنا.. يجب على محكمتكم الموقرة سحب هذا السؤال وإلا سننسحب من هذه القاعة..". وباحتدام النقاش قال ممثل النيابة العامة "ينبغي للقضاء المستقل أن يمارس دوره، ولا أريد أن أقول إني أرى نوعا من الضغط على المحكمة على سؤال لم يفهم قصده أو الغابة من طرحه". بعد أن راج داخل القاعة أن القاضي واسترسالا في طرحه للأسئلة وبتأكيد المتهم على عدم التشكيك في وطنيته، عندما خرج للمشاركة في الاحتجاجات التي عرفتها الحسيمة، حيث وردت عبارة القاضي "دابا نتا مغربي..."، من أجل مواصلة مساءلة المتهم عن بعض ما سطر في متابعته. وأضاف حكيم الوردي أن "للدفاع الحق في الاعتراض على السؤال وأن يلتمس من كاتب الضبط تلاوة ما كتبه، لكن لا يمكن اعتبار سوء الفهم مناسبة للضغط على المحكمة"، ليؤكد ممثل الحق العام أن "مطالبة المحكمة بسحب سؤالها لا سند له في القانون". وعند هذه النقطة انتفضت المحامية "خديجة الروكاني" عضو هيئة الدفاع لتقول إن "النيابة العامة تتدخل في إستقلالية القضاء، وتخرق القانون وتوجه المحكمة، وتضغط على الجميع... (المتهمين والدفاع والصحافة والجمهور )، مضيفة "الجميع فهم السؤال إلا أنتم"، موجهة كلامها إلى ممثل الحق العام، معتبرة أن "فهم النيابة العامة شاذ"، في إشارة إلى تفسير النيابة العامة لسؤال رئيس الهيأة القضائية. ورفض المحامي «محمد أغناج» عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين رفع الجلسة الذي تقدم به بعض زملائه، لخمس دقائق أو عشرة أيام ما لم تسحب المحكمة سؤالها"، ليأتي الرد من طرف المستشار علي الطرشي الذي أكد أن «المحكمة لم ولا ولن تطعن في وطنية أي مغربي كلنا مغاربة». ليعود المحامي أغناج للقول:"هل يمكن أن نعتبر هذه العبارة سحبا للسؤال واعتذارا للمتهم، أم سيكون هناك بلاغ سيتم تعميمه بعد الجلسة تشرحون فيه موقفكم". ليعلن القاضي أن "المحكمة ترفض سحب السؤال" ليرفع الجلسة للاستراحة.