أثارت طريقة تكريم الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، جدلاً واسعاً بين الجزائريين على وسائل التواصل الاجتماعي، حينما قرر رؤساء البلديات الاحتفاء بالرئيس الذي حضرت صورته فقط. وانتشر الخميس 18 يناير 2018، مقطع فيديو وصور على موقعي فيسبوك، وتويتر، من داخل قصر المؤتمرات في العاصمة الجزائر، وظهر فيه مسؤولون يكرمون صورة للرئيس بوتفليقة ووضعوا عليها عَلماً، في حين غاب الرئيس بجسده عن التكريم!
وأعرب جزائريون عن استيائهم من الصور، التي رأها البعض إهانة للرئيس والجزائر، متساءلين عن مدى تدهور الحالة الصحية لبوتفليقة والتي منعته من الحضور حتى بكرسيه المتحرك، الذي اعتاد الظهور به أمام عدسات وسائل الإعلام، منذ أن أصيب بجلطة دماغية في أبريل 2013، أفقدته القدرة على الحركة وإلقاء الخطابات على مواطنيه. وبات السؤال الذي يُثار بشدة في الجزائر، عن قدرة الرئيس على الترشح لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات التي ستُجرى عام 2019، وسط دعوات صريحة إلى منعه من خوض الانتخابات، الأمر الذي يعتبره أنصاره انقلاباً طبياً على الرئيس. وفي أكتوبر 2017، أصدرت 3 شخصيات مرموقة بالجزائر، بياناً يطالبون الرئيس الجزائري بعدم التقدم للانتخابات، وهم: المحامي عبد النور علي يحيى أشهر المعارضين لنظام بوتفليقة، وأحمد طالب الإبراهيمي المرشح لرئاسيات 1999، والجنرال رشيد بن يلّس القائد السابق لقوات الجو الجزائرية. وتتعالى أصوات جزائريين أيضاً في الداخل والخارج تطالب بتطبيق المادة ال102 من الدستور الجزائري، التي تنص أنه في حالة "استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري وجوباً، وبعد أن يتثبّت من حقيقة هذا المانع بكلّ الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التّصريح بثبوت المانع".