تدشن القناة الأمازيغية في الأيام القادمة عهدا جديدا بعدما اتخذت قرارات مهمة وحاسمة للارتقاء بأداء ومستوى هذه القناة، من خلال البناء على ما تحقق من مكتسبات وجعله منطقا أساسية بتحسين المادة الإعلامية والرفع من مستوى الإنتاج وخلق حريكة في الهوية البصرية لقناة تامازيغت، في أفق توقيع العقد البرنامج مستقبلا، في إطار قانوني محكم يستند إلى دفتر التحملات ولجنة الانتقاء. وكشف مصدر مسؤول أن رئاسة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة قطعت بالتنسيق مع المجلس الإداري، وخاصة وزارة الاتصال، شوطا كبيرا في عملية استكمال تطبيق دفاتر التحملات بتخصيص الإمكانيات المالية لبلورة هذه العملية، من خلال وضع تصور شمولي وتشاركي للعقد البرنامج يأخذ بعين الاعتبار كل مكونات الشركة بما فيها القناة الأمازيغية، وشدد المصدر ذاته، أن وزير الاتصال الحالي أبدى إرادة و رغبة كبيرة في تعزيز مكانة القطب العمومي في المجال السمعي البصري الوطني، وعيا بالأدوار الاجتماعية والسياسة والمواطنة لهذه المؤسسة الإعلامية. وشدد المصدر نفسه أن القناة الأمازيغية، بالنظر لدورها الحيوي في المجال، تتموقع في صلب النقاش حول العقد البرنامج، بالنظر إلى ما تحقق على مستوى الشبكة البرامجية الداخلية والخارجية، وأخذا بعين الاعتبار ما تكرس على مستوى تعزيز الحكامة في طلبات العروض، وهو الأمر الذي تكشفه أرقام رسمية تشير إلى اشتغال عشرات شركات الإنتاج في الصفقات الموجهة للقناة الثامنة،دون تمييز بين هذه الشركات، وهو ما عززته نتائج طلبات عروض رمضان التي أشرت عليها لجنة انتقاء الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وصادق عليها المجلس الإداري للأخيرة. وأوضح المصدر المسؤول أن الرهان الآن يكمن في الرفع بنسبة 24 ساعة من البث، انسجاما كليا مع دفتر التحملات التي تنص على الرفع التدريجي لهذه القناة، وهو ما يسهم بشكل كبير في تكريس الأمازيغية وبلورة واضحة لإدماج المكون الأمازيغي في الفعل السمعي البصري الوطني، كما تتعزز هذه الخطوة المجهودات التي بذلت من أجل ترسيم الأمازيغي في الإعلام حسب ما ينص عليه دستور 2011 الذي جعل الأمازيغية لغة رسمية للمغاربة إلى جانب اللغة العربية. وتشكل هذه الخطوة، حسب المصدر ذاته، دفعة كبيرة للإنتاج الوطني، من شأنها أن تقوي المنتوج الداخلي للقناة الأمازيغية التي تعج بالكفاءات المنتمية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، كما أنه من شأن هذه الخطوة، أن تخلق سوقا جديدة لشركات الإنتاج الخارجية التي سبق وأن استفادت من الارتفاع التدريجي لطلبات عروض القناة الأمازيغية في الشهور الأخيرة، ووهو ما يشير إلى إطلاق إدارة الشركة طلبات عروض جديدة تهم القناة الثانية، سيما ما يتعلق بتحيين الشبكة البرامجية واستكمالها وفق الخطة التي وضعته رئاسة القطب العمومي.