رأس إبراهيم غالي مطلوب في إسبانيا رفقة قيادات مارست التعذيب والاختطاف في حق موريتانيين بمخيمات تندوف، إبان ما وصف بحرب الصحراء. الجديد هذه المرة مسطري وجدي، فبعدما كانت الشكايات التي يرفعها الموريتانيون تواجه بحيثية الجنسية لرفع دعوى قضائية بإسبانيا، تمكنت الجمعيات من تجاوز هذه العقبة القانونية في اللقاء الإسباني، بعد حصول بعضهم عليها. المعلومات، التي حصلت عليها الجريدة من مصادر داخل الجمعيات الحقوقية الموريتانية المعنية، تفيد أن بعض الموريتانيين الذين قامت قيادة البوليساريو باختطافهم وسجنهم وتعذيبهم بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، والتي كان القضاء الإسباني قد رفض شكايتهم ضد عدد من قيادة البوليساريو، لعدم توفرهم على الجنسية الإسبانية، قد تجاوزوا هذه العقبة، وهو ما سيمكنهم من متابعة الجلادين الذين مارسوا في حقهم جرائهم الاختطاف والتعذيب. وحسب مصدر مقرب من «جمعية ذاكرة وعدالة» الموريتانية، فإن حصول بعض منتسبيها على الجنسية الإسبانية، يعد إضافة جديدة لملف ضحايا الاختفاء القسري والتعذيب، من أجل بناء عناصر القضية. المصدر أضاف أن الوصول إلى هذه المحطة كان شاقا، وتطلبت المعركة كثيرا من الصبر من أجل تفعيل إجراءات متابعة بعض القياديين، من بينهم زعيم جبهة البوليساريو الحالي إبراهيم غالي، والذي يعد أحد المطلوبين لدى المحكمة المختصة في جرائم التعذيب والاغتصاب والاعتقال القسري والخطف بإسبانيا. زعيم البوليساريو الجديد، الذي ورد اسمه في مذكرات الجحيم الذي عاشه مجموعة من الموريتانيين في سجون تندوف، سبق وصدرت في حقه مذكرة اعتقال دولية من قبل القضاء الإسباني، كما سبق وأن وجه المستشارون القانونيون للمنظمة الحقوقية الدولية مذكرات عاجلة إلى مختلف الهيئات القضائية والدوائر السياسية العليا بإسبانيا، تذكر فيها بأن إبراهيم غالي شخص مطلوب لدى العدالة الإسبانية، حيث سبق لبعض الجمعيات التي تنشط في مجال حقوق الإنسان بمدينة العيون أن تقدمت بشكوى في هذا المجال. وسبق للقضاء الإسباني أن وجه استدعاءات لثلاثة قياديين من جبهة البوليساريو، من بينهم إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، في قضايا تعذيب واحتجاز واغتصاب، بالإضافة إلى محمد خداد، منسق «جبهة البوليساريو» مع بعثة المينورسو، كما تم استدعاء المدعو (سيدي أحمد البطل)، رئيس الأمن السابق بالبوليساريو، والمحجوب مبارك اصنيبة (الملقب بلينكون)، القائد الجهوي السابق، الذي كان من بين المجموعة التي كانت مكلفة باختطاف الصحراويين من المخيمات أو ما يسمى بالمدارس العسكرية. ومن جهة أخرى، فقد طالبت بعض الجمعيات الصحراوية العاملة في مجال حقوق الإنسان، رسميا، من القضاء الإسباني وضع مذكرة توقيف دولية ضد إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو. كما حددت هذه الجمعيات للقضاء الإسباني عناوين بعض المتهمين كالملقب ب«لينكون»، الذي يشتغل حاليا بمدريد رئيسا للتمثيلية الأمنية ل«لجبهة البوليساريو» بإسبانيا، أما بالنسبة لسيدي أحمد البطل، فوجد عنوانه بمدينة بيتوريا الإسبانية، حيث يتوفر فيها على عدة محلات تجارية. ولم تغفل هذه الجمعيات أربعة ضباط جزائريين تم توجيه التهمة إليهم، ومنهم من مازال يزاول مهامه.