ارتفعت قيمة زكاة الفطر هذا العام لتبلغ ما مقداره 15 درهما بعدما كانت لا تتجاوز العشرة دراهم للنفر الواحد بالأعوام الماضية، هذا ما أكده مصطفى زمهنى، رئيس المجلس العلمي المحلي بخنيفرة، الذي أوضح في اتصال ب"أحداث أنفو"، أن هذا الارتفاع في قيمة الزكاة تم بناء على توجيه من المجلس العلمي الأعلى بالمغرب الذي ارتأى توحيد مقدار زكاة الفطر بعموم التراب الوطني على غير عادة الأعوام الماضية حين كان هذا المقدار يختلف بين منطقة و أخرى حسب الظروف الاقتصادية و المعيشية لسكانها. و كان المجلس العلمي الأعلى قد وجّه مذكرة إلى المجالس العلمية المحلية بالمدن المغربية، قال فيها أنه و "توحيداً للمقدار الذي يخرج بالقيمة ومراعاة لتفاوت أثمنة الحبوب من جهة إلى أخرى، وأخذا بالأمر الوسط الذي هو من أسس دين الإسلام ومزايا شريعته الحكيمة، فقد رأي المجلس العلمي الأعلى أن يكون مقدار زكاة الفطر لهذا العام (1438-2017) هو خمسة عشر (15) درهما كحد أدنى تلتزم به جميع المجالس العلمية في كافة أرجاء المملكة". المراسلة أوضحت أن المجلس العلمي الأعلى راعى التفاوت بين أثمنة الحبوب في تحديد المبلغ المذكور، كما تمت مراعاة المقدار الشرعي والأصل في الزكاة وهو أن "تخرج وفق الكيفية المذكورة بمقدار الصاع الذي هو أربعة أمداد مما يكون غالب قوت أهل البلد في المدن والقرى". كما أضافت ذات المراسلة أنه، وبناء على الفتوى الصادرة سنة 1431 ه، فإنه يفضل إخراج الزكاة نقداً عوض الحبوب، لما فيه من مصلحة للفقراء والمساكين، والتي تمكنهم من الانتفاع بالمقدار المالي المتحصل عليه من الزكوات التي يخرجها الصائمون عنهم وعن من يعيلون، ما بين مغرب اليوم الأخير من شهر رمضان وصلاة عيد يوم فاتح شوال من كل سنة هجرية. للإشارة فزكاة الفطر أو زكاة الأبدان، هي أحد أنواع الزكاة الواجبة على المسلمين، تدفع قبل صلاة عيد الفطر، قبل انقضاء صوم شهر رمضان، وهى واجبة على كل مسلم وأضيفت الزكاة إلى الفطر لأنه سبب وجوبها. وتمتاز عن الزكوات الأخرى بأنها مفروضة على الأشخاص لا على الأموال، بمعنى أنها فرضت لتطهير نفوس الصائمين وليس لتطهير الأموال كما في زكاة المال، مصداقا لما رُوِيَ عن عبدالله ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما في صحيح سنن أبي داود رواه أبو داود و ابن ماجه بسند حسن، الذي قال فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ.