عُلِم من مصادر طبية أن حصيلة ضحايا الحافلة التي انقلبت صباح اليوم الاثنين بإقليمخنيفرة، ارتفعت إلى 14 قتيلا و خمس وعشرين جريحا من بينهم سبعة وُصِفت إصاباتهم بالبليغة، استدعت خضوعهم لتدخلات جراحية و استشفائية بالمركز الاستشفائي الإقليميلخنيفرة، في حين تم إجلاء ثلاث ضحايا إلى المستشفى الجهوي لبني ملال. الحادثة، التي وقعت بالطريق الوطنية رقم 8 على مستوى الجماعة الترابية آيت اسحاق بإقليمخنيفرة، كانت قد نجمت عن انقلاب حافلة لنقل المسافرين كانت قادمة من مدينة مكناس في اتجاه مدينة مراكش.
السرعة تقتل... ناجون من الفاجعة أرجعوا سبب الحادثة إلى الإفراط في السرعة بسبب رغبة السائق في تعويض التأخر الذي شهدته رحلة الحافلة بمدينة آزرو، و هو ما دفع الركاب لمناشدته، غير ما مرة، بالتريث و احترام السرعة القانونية، دون أن تلقى مناشداتهم آذانا صاغية من طرف السائق الذي واصل على نفس الإيقاع الجنوني إلى أن حاول تجاوز عربة "بيكاب" بالمدخل الغربي للزاوية ليجد نفسه بعدها وجها لوجه أمام منعطف فقد فيه السيطرة على الحافلة ليقع بعدها ما وقع، تضيف ذات المصادر.
وضع السائق رهن الحراسة النظرية... أمر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بخنيفرة بوضع سائق الحافلة المنكوبة رهن الحراسة النظرية في انتظار الانتهاء من التحقيقات التي يجريها المركز القضائي للدرك الملكي و المصالح التقنية المختصة لتحديد الملابسات الحقيقية للحادثة. السائق، و أمام فداحة المأساة، كان قد اختار الفرار من مسرح الحادث قبل أن يعدل عن نخططه و يقرر تسليم نفسه لمركز الدرك الملكي بآيت اسحاق.
إلغاء إضراب المرضين... تزامنت الحادثة مع إضراب كانت قد دعت له تنسيقية للممرضين بالمركز الاستشفائي الإقليميلخنيفرة، لكن الطاقم التمريضي بالمستشفى و فور علمه بحجم الحادث، قرر تعليق الاحتجاجات و الإسراع في أداء واجبه المهني. و حسب المندوب الإقليمي للصحة بخنيفرة، فقد استجاب الطاقم التمريضي بكامله أفراده لنداء المندوبية للالتحاق بمقر العمل، مُعَبِّرا، في اتصال ب"الأحداث المغربية"، عن شكره و تقديره لأفراد الطاقم العامل بالمستشفى، و كذا للمساعدة التي قدمتها إحدى المدارس الخاصة للتمريض التي جندت ثلاثي ممرضا متدربا للمشاركة في التدخلات الجراحية و الاستشفائية التي تم تقديمها للمصابين.
و ماذا عن الطريق؟؟؟ الفاجعة التي شهدتها الطريق الوطنية رقم ثمانية على مستوى المقطع الواقع فوق تراب إقليمخنيفرة، و بغض النظر عن المسؤولية التي يتحملها السائق، حسب ما رواه عدد من الناجين، إلا أنها لا تعفي المديرية الإقليمية للتجهيز بخنيفرة من المسؤولية المعنوية و حتى القانونية بالنظر إلى الحالة المتردية التي بات عليها المقطع الطرقي الرابط بين خنيفرة و بني ملال.