50 ألف درهم هو المبلغ، الذي تسلمته جمعية «كرم»، التي تعنى بالأطفال في وضعية هشة، وتمثل العائدات المرتبطة بحقوق المؤلف والناشر لمؤلف :«مسار جد طويل…قصص للاجئين بالمغرب»، الذي يحكي قصص لاجئين ومساراتهم بالمغرب. وقد تم حفل تسليم شيك بالمبلغ مساء الخميس 11ماي 2017 بمقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان. فسنة بعد صدور الطبعة الأولى من هذا المؤلف، الذي بيع منه 1500نسخة في ظرف أقل من سنة ، التقى شركاء هذا المشروع بعد اختيارهم لجمعية «كرم»، التي تنشط بمراكش وتعنى بالأطفال في وضعية هشة، لتسليم عائدات الكتاب للجمعية ممثلة في رئيستها كريمة امكيكة. وهم رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ادريس اليزمي، و ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالمغرب، جان بول كافالييري، ومدير دار نشر «لا كروازي دي شومان»، عبد القادر رتناني، فضلا عن مؤلف الكتاب المحلل النفسي جليل بناني. وفي هذا السياق، أوضح ادريس اليزمي، أن إصدار مؤلف «مسار جد طويل…قصص للاجئين بالمغرب»، «يعكس الرهان، الذي يخوضه المغرب من خلال تنفيذه سياسته الوطنية المتعلقة بالمهاجرين» وذلك، بعد تحول المغرب لبلد استقرار للمهاجرين. وأوضح ادريس اليزمي أن التحدي الأكبر، الذي يواجه المغرب، في هذا السياق، هو «تحقيق العيش المشترك وتغيير العقليات والنظرة للهجرة وللمهاجرين ومحاربة الأفكار المسبقة». وأضاف أن المؤلف من خلال قصص حيوات النماذج المقدمة ل30لاجئا، «يمنح الأمل للآخرين للمهاجرين الذين يواجهون صعوبات في التأقلم والاندماج». أما ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالمغرب، جان بول كافاليري، فصرح للموقع أن «الكتاب يعرض لحياة أو حيوات اللاجئين كما هي. أشخاص يعانون التيه لعوامل متعددة وفي مقدمتها نزوحهم القسري ومكرهين من بلدانهم، والخوف من الحاضر والمستقبل، لكن، وبالمقابل هم يتوفرون على مواهب وكفاءات وخبرات مختلفة مستعدون لوضعها في خدمة المجتمع المستقبل، الذي يحتضنهم ويقبل باندماجهم». ويضيف كافاليري موضحا:« والمؤلف يقدم بورتريهات لثلاثين لاجئا يستقرون بالمغرب ويحاولون تجاوز معاناتهم الداخلية بسبب التهجير القسري وما عانوه من آلام في مواطنهم إما بسبب الحرب أو مشاكل أخرى. وذلك، لأن المغرب والمجتمع المغرب أتاح لهم فرصة الاندماج وبداية حياة جديدة». وفي ما يتعلق باختيار اللاجئين الثلاثين، الذين شكلوا موضوع المؤلف، أوضح كافاليري قائلا أنه الاختيار الذي رام « عكس التعددية لهؤلاء اللاجئين من حيث جنسياتهم المتوزعة بين سوريين ويمنيين وعراقيين وأفارقة جنوب صحراويين. وعكس كذلك، اندماجهم في أوساط ومدن مغربية مختلفة. وهو مؤشر هام على اندماجهم، وعلى تحقيقهم للاستقلالية الذاتية فلم يعودوا عبئا على الدولة أو المجتمع. وهم في الغالب يمارسون مهن أو يشتغلون في مجالات معينة أو يتعلمون مهن جديدة لبداية جديدة». واعتبر كافاليري قوة الكتاب تكمن في أنه «نتاج عمل مغربي الذي هو مؤلف الكتاب جليل بناني، وفي أنه موجه للمغاربة لحثهم على تغيير نظرتهم للمهاجرين ومن ثمة محاربة الأفكار المسبقة حول المهاجرين، الذين يتم حصرهم في أغلب الأحيان في كونهم متسولين بالإشارات الضوئية ولصوص ونشالين...». ومن جانبه، صرح مؤلف الكتاب، المحلل النفسي، جليل بناني، الذي أصدر مجموعة من الدراسات حول الهجرة والمهاجرين، للموقع مؤكدا :« هذا الكتاب يرصد قصص لاجئين ناجحين في اندماجهم. و يعكس انفتاح المغرب، الذي يمنح للمهاجرين فرصة الاندماج». وأضاف «هو تجربة إنسانية عميقة لأنها أتاحت التواصل مع هذه الفئة من الناس حيث مسنا خوفهم ورهبتهم من المحيط الجديد والأجنبي عنهم وتدريجيا ومن خلال مقاربة إنسانية فهم رصد النقائص وما يجل تحسينه وتقويمه من اختلالات في مقاربة إشكاليات الهجرة والمهاجرين». ويسلط الكتاب الضوء على قصص ثلاثين لاجئا، يتوزعون إلى عشرين رجلا وعشر نساء من ضمنهم ثلاثة قاصرين، قادمين من 16 بلدا، ويعرض لمساراتهم بالمغرب هم الذين يستوطنون مدن مغربية مختلفة. ويهدف الكتاب تحسيس القارئ بوضعية اللاجئين ومكافحة الصور النمطية والوصم والأحكام المسبقة في حقهم. وقد استغرق الاشتغال على المؤلف ما يناهز السنة (من صيف 2015إلى مارس 2016) حيث صدرت النسخة الأولى في 15 يونيو 2016. وإلى ذلك فإن حوالي 5000 لاجئ مسجل لدى المفوضية السامية للاجئين، قد قدموا إلى المغرب هربا من ويلات الصراعات والاضطهاد… ليبقى إذن "العيش المشترك" هو التحدي المطروح اليوم بالمغرب، الذي أضحى بلدا مستقبلا للهجرة. وأما تخصيص جمعية «كرم» بعائدات المؤلف، فمرده، وفق ما أجمع عليه الشركاء، إلى أنها قامت مؤخرا، فضلا عن اشتغالها منذ إحداثها سنة 1997 من أجل حماية الأطفال في وضعية هشة بكل آسفي ومراكش، (قامت) بفتح مركز استماع يتوفر على حضانة وقسم للتعليم غير النظامي لأطفال المهاجرين. وإلى ذلك، فإن المؤلَف، الذي صدر في نسخة جد أنيقة بالفرنسية، هو قيد الترجمة إلى اللغتين العربية والألمانية.