على إيقاع موازين، يعيش المغرب مجددا مع حدث فني كبير، سيحول العاصمة الرباط، وعبرها المملكة المغربية، إلى قبلة عالمية، لمحبي الموسيقى والحياة، حيث سيستقبل المغرب على امتداد أسبوعين من 12 إلى 20 ماي الجاري، أشهر فناني العالم. أسماء كبيرة تحل بالمملكة، تنضاف لأسماء عالمية أخرى، سبق أن شاركت في الدورات السابقة لمهرجان موازين، شكلت بالنسبة للمغرب، سفراء من أجل الترويج للسياحة، باعتبار القيمة، التي يمثلها هؤلاء، وكذا قدرتهم على التأثير في الجماهير عبر العالم. قبل حوالي الشهر استقدمت مصر اللاعب الأرجنتيني من أجل الترويج للسياحة، حيث تقاضى حوالي المليار سنتيم، فقط من أجل قضاء بضعة ساعات، وحتي عندما طلب منه أن يقول «أحب مصر»، رفض ذلك.. وقبل ميسي، سعت دول عديدة لتقديم عروض سخية لمشاهير من أجل الدعاية للبلد، باعتبار أن استقدام المشاهير يساهم في الترويج للسياحة أو التعريف بالبلد، وهذا مايسعى له المغرب، حيث قامت السياسة التي نهجها جلالة الملك محمد السادس، منذ توليه الحكم، على تدعيم قوة المغرب الناعمة، بالتوازي مع تدعيم الجانب الإشعاعي للمملكة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. لم يعد غريبا مشاهدة مقاطع فيديو للنجم رونالدو وهو يتغنى بالمغرب، كما لم يعد غريبا مشاهدة مقاطع مصورة لمشاهير مثل شاكيرا وعشرات نجوم هوليود والعالم وهم يتجولون في مراكش، أو في مدن أخرى من المملكة، مثلما لم يعد غريبا رؤية هؤلاء المشاهير وهم يرتدون الزي التقليدي المغربي، أو أنهم يحولون غرفا بقصورهم لتصبح شبيهة، ببيوت المغاربة، أو أنهم يقبلون على أكلات مغربية بنهم.. مثل هذه المشاهد التي تأتي عفويا من هؤلاء، تدفع دول عديدة الملايين من أجل تحقيقها، والمغرب نجح في ذلك عبر السياسة الملكية الراعية للفن والإبداع..لوعي جلالته بأهمية هذه القوة الناعمة، بالرغم من الخطابات الشعبوية والرجعية، التي يتبناها بعض الظلاميين، والذين يحاولون تقويض إشعاع المملكة، عبر النبش في قضايا هامشية من قبيل التكلفة المالية التي ترافق قيام مهرجان موازين أو مهرجان السينما بمراكش. لقد استطاعت أمريكا «احتلال» العالم عبر هوليود، وفي الوطن العربي، كانت مصر تنعت بأم الدنيا بسبب ماشكله الفن والأدب من إشعاع لبلاد النيل في كل بيت عربي، أما اليوم المغرب أصبح عملة صعبة في هذا الباب، وهو أمر يجب الافتخار به، لكونه يضع المملكة في قلب الوطن العربي، وكذا العالم من خلال قوته الناعمة، التي تمثلها مثل هذه المهرجانات الفنية، كما يمثلها الفنانون المغاربة من صنف النجم سعد لمجرد ولكريني وباقي الفنانين، الذين رفعوا من شأن المغرب، ليس فقط فنيا، بل أيضا إشعاعيا، ويكفي متابعة المواقع الاجتماعية لاكتشاف هذه الحقيقة الساطعة.