انتقل إلى عفو الله صباح الجمعة الفنان والأستاذ جمال الدين الدخيسي بعد مقاومة وصمود مع المرض. وقد كان المرحوم تغمده الله بواسع رحمته من الأطر المتميزة بوزارة الثقافة. و منذ عودته من الديار الروسية، حيث تلقى تكوينه في مجال المسرح، تدرج في عدة مسؤوليات إدارية وفنية، شغل من خلالها رئاسة قسم المسرح بوزارة الثقافة وعمل أستاذا ورئيس شعبة التشخيص بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، ثم مديرا للمسرح الوطني محمد الخامس قبل أن يعود إلى المعهد لينهي مشواره الإداري مديرا لهذه المؤسسة. وقد تميز رحمه الله في كل هذه المر احل بجديته ونزاهته وحبه لعمله. كما كان محبوبا لدى كل من اشتغل إلى جانبهم وخاصة طلبته بالمعهد العالي للفن المسرحي. وإلى جانب هذه المسؤوليات، ظل الفقيد مرتبطا بمهنة المسرح والسينما، عشقه الأبدي، حيث أخرج العديد من الأعمال المسرحية الرائعة من بينها "مهرجان المهابيل" و"النطحة" و"المهاجر" و"الملك لير" والعمل الفني الوطني "الملوك الثلاثة" وغيرها. وقد شهد المهرجان الوطني للمسرح في دورته الأخيرة بتطوان تكريما مميزا للراحل عرفانا وتقديرا لعطاءاته لمدة ثلاثين سنة في المجال المسرحي. كما شارك في العديد من الأفلام التلفزية والسينمائية من بينها "يما" و"الوشاح الأحمر" و"اركسترا منتصف الليل" و"حياة بريئة" "والذئاب لا تنام". حيث ظل يواجه الكاميرا إلى آخر لحظات حياته بكل عزم وإصرار وحب للحياة، وكان آخر عمل شارك فيه هو فيلم "نوح لا يعرف العوم" لرشيد الوالي والذي قدم في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفلم بطنجة حيث حضي المرحوم بتكريم بهي من قبل الساحة السينمائية والذي تعذر عليه حضوره بسبب المرض. وعلى إثر هذا المصاب الجلل تتقدم وزارة الثقافة بكافة أطرها وموظفيها بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى زوجته وأبناءه وسائر أفراد أسرته الصغيرة وإلى جميع تلامذته وزملائه وأصدقاءه وأسرته الكبيرة، راجين من الله تعالى أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه ومعارفه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.