لقاء إنساني، ومهني عالي، وأيضا حافل وغني.. بهذا تم وصف المنتدى الأول للصحافيات الإفريقيات، الذي انعقد يوم الأربعاء 8 مارس الجاري بمراكش، وذلك في اختتام أشغاله في نفس اليوم. واعتبر منظموا التظاهرة، الأولى من نوعها، أنهم نجحوا في رفع التحدي وكسب رهن إنجاح "تظاهرة مهمة تتمثل في جمع 100 صحافية من دول إفريقية وخلق فضاء حوار ونقاش وتعارف وتبادل خبرات في ما بينهن" وهو التحدي الأساس، فيما يتعلق الرهان الأول في "التوقيع على للتوقيع على ميثاق لشبكة النساء الصحافيات بالقارة الإفريقية، الذي سيضع أسس تعبئة مشتركة حول القيم الكونية، التي من شأنها أن تكون مهنيات الإعلام والصحافة حاملات لها وأكثر من ذلك فاعلات في إشاعتها وتكريسها في مجتمعاتهن من خلال مهنتهن وعملهن اليومي". التحديات، الإكراهات ، الصعوبات، والانتظارات المهنية، عديدة هي القضايا ذات الصلة بهذه العنوانين العريضة وتهم وضعهن في مشهد مهني ذكوري وأيضا تسائل قدراتهن وطموحهن لأجل تحقيق التغيير في مجالهن المهني لاستيعاب وجودهن واستيعاب تصورهن ومنظورهن للمهنة وأيضا تحقيق التغيير في مجتمعاتهن من خلال إشاعة قيم التسامح والتعاون، هي إذن مجموعة من القضايا المرتبطة بالمهنة وبرسالتهن المهنية، التي سعت الصحافيات ال100، اللواتي ينتمين لحوالي 27 بلدا من ضمنها المغرب (40 صحافية)، إلى نقاشها من خلال 8 ورشات خلصن في ختامها إلى وضع مجموعة من التوصيات، التي تم تضمينها لميثاق وقعنه. وفي هذا السياق، أبرزت فتيحة العوني، مديرة البث بالقناة الثانية ورئيسة تحرير راديو دوزيم وواحدة من ضمن المكلفين بالتظاهرة، أن هذه المبادرة، التي ينظمها راديو دوزيم ولجنة المناصفة والتنوع بالقناة الثانية، تنمح فرصة اللقاء والتبادل والاقتراح لتحسين وضعهن ومكانتهن في مجالهن بما يخطم قضايا المرأة إعلاميا بشكل خاص ومجتمعاتهن بشكل عام. وفي هذا السياق، دعت مديرة الأخبار بالقناة الثانية، سميرة سيطايل، خلال افتتاح المنتدى، المشاركات الصحافيات إلى تحدي الصعوبات والإكراهات كيفماكانت طبيعتها للقيام بعملهن بالمهنية والموضوعية اللازمتين وبنفس مغاير لأجل النهوض بأوضاع أفراد المجتمع وبالتالي تحقيق التغيير الإيجابي بمجتمعاتهن. وشددت سميرة سيطايل على أن 8 مارس، كعيد أممي للمرأة، ليس بالضرورة مناسبة احتفالية وإنما مناسبة لتقديم الحصيلة المتحققة للنساء على مستوى حقوقهن أساسا في أفق تحقيق مساواتهن بالرجال. وقالت بشيء مفاجئ : " شخصيا أكره ثامن مارس وقط لم أحمله في قلبي . وخاصة بعد الذي آل إليه وما تحول إليه من مناسبة لنثر الورود في كل مكان وتوزيع الابتسامات والإشادات يمينا وشمالا". المسؤولة الإعلامية بالقناة الثانية لم تترد لحظة في قول هكذا كلام. والسبب وفق توضيحها : "لأنه لا شيئ يحفز على الاحتفال بهذه المناسبة". وتضيف مؤكدة :"حلم المساواة بين الرجال والنساء لن يتحقق لنا نحن الإفريقيات إلا سنة 2374 إذا ما اعتمدنا وصدقنا التوقعات". ومثلما بدأت سميرة سيطايل كلامتها بنبرة تشاؤمية غير متوقعة، مرت إلى نبرة عملية وموجهة وهي تدعو الصحافيات الإفريقيات إلى الانكباب على المواضيع والقضايا والإشكالات الكبرى المطروحة على مجتمعاتهن راهنا وفي مقدمتها : إشكاليات التطرف الديني والإرهاب والعنف. وغيرها من القضايا الأساسية، التي تمس المجتمع لكن النساء يشكلن ضحاياها الأساس. ودعتهن إلى استغلال مهنتهن كمهنة مؤثرة لتحقيق التغيير الذي يصبو له المجتمع بنسائه ورجاله. وأوضحت سيطايل أن الصحافيات مدعوات إلى الاشتغال على كافة القضايا والمواضيع بهدف أساس هو الإسهام الفعلي والناجع في تحقيق التغيير بمجتمعاتهن والنضال من خلال التشبيك والتعاون وتبادل الخبرات والمهارات والأفكار لرفع كل الكوابح والحواجز، التي تحد من فاعليتهن وحريتهن في العمل مهما كانت طبيعتها، سواء مؤسساتية أوتشريعية أو ثقافية. وأوضحت خديجة بوجنوي، المكلفة بلجنة المناصفة والتنوع بالقناة الثانية، أن نساء الإعلام الإفريقيات تجمعهن مجموعة من القواسم المشتركة، والمتمثلة في وعيهن بأهمية دور المرأة في المساهمة في النهوض بالوضع الاجتماعي والاقتصادي لبلدها، إلى جانب دورها في التربية والتنشئة المجتمعية والنجاح في حياتها المهنية. وعرفت التظاهرة مشاركة نساء من عالم الإعلام تنحدرن من 27 بلدا إفريقيا منها بوركينافاسو، وبوروندي، و الكاميرون، وأفريقيا الوسطى، والكونغو برازافيل، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والكوت ديفوار، وجيبوتي، والغابون، وغانا، وغينيا كوناكري، ومدغشقر، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، ورواندا، والسنغال، والسودان، وتشاد، والطوغو ثم تونس. وتتوزع مهمات الصحافيات ما بين رئاسة التحرير والصحافة وإدارة النشر بمختلف وسائل الإعلام سواء التلفزيون أو الإذاعة أو الصحافة المكتوبة والمجلات والصحافة الإلكترونية.