يحتفل رئيس زيمبابوي روبرت موغابي، أكبر رؤساء العالم سنا، اليوم الثلاثاء بعيد ميلاده الثالث والتسعين، رغم علامات الشيخوخة التي تزداد وضوحا على هيئته الخارجية. وعلى غرار ما يحصل منذ سنوات، سيطفئ عميد الرؤساء الشمعات المائة تقريبا، في احتفال يقتصر على وزرائه واقرب مساعديه، بانتظار إقامة احتفالات باذخة السبت المقبل وسط استياء عدد من المنتقدين بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد. و سيقدم روبرت موغابي إلى مدعويه لحم الفيل والجاموس والظباء، وقالب حلوى كبيرا يزن 92 كيلوغراما. وتبلغ التكلفة الاجمالية للاحتفالات 800 الف دولار، وفق وسائل الإعلام. وكانت وسائل الاعلام المحلية ذكرت ان ناشطين من حزب زانو-بي.اف الذي يتزعمه موغابي، ارغموا السكان الذين يعيشون بجانب الحديقة على دفع مساهمة تتراوح بين دولار واحد وخمسة دولارات. وفي دجنبر الماضي، اختاره حزبه أصلا مرشحا لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية في 2018. واضاف موغابي "وحده حزبي يستطيع ان يطلب مني الانسحاب… وفي هذه الحالة، سأتنحى". وشدد على القول "لكن ما الذي أسمعه؟ العكس تماما… أكثرية الناس تعتقد أن البديل غير موجود، ولا يوجد خلف مقبول في نظرهم". كان موغابي المولود في 21 فبراير 1924 في ما كانت لا تزال مستعمرة روديسيا الجنوبية البريطانية، مدرسا عندما انضم الى صفوف التمرد على الأقلية البيضاء الحاكمة. وتسلم مقاليد الحكم لدى الاستقلال ولم يتخل عنها أبدا. وامتنع حتى اليوم عن اختيار وريث. وخلال حكمه الممتد منذ ستة وثلاثين عاما، بلغت زيمبابوي ادنى درجات الفقر والعوز، وهي تواجه اليوم أزمة اقتصادية عميقة، تتسبب في تزايد نقمة الناس الذين تسارع الشرطة إلى قمعهم. وفي 2015، ادى تعثره مرارا على مرأى من الناس الى طرح تساؤلات حول قدرته على الاستمرار في إدارة شؤون البلاد. وفي السنة نفسها، تلا طوال 25 دقيقة خطابا مطابقا لخطاب ألقاه قبل شهر، من دون ان ينتبه الى ذلك على ما يبدو. وعلى حد قول زوجته غريس، فإن نتيحة انتخابات 2018 لن تتأثر لا بعمره ولا حتى بموته. لأن "جثته ستكون مرشحة على بطاقات التصويت، وسترون الناس يصوتون لجثة موغابي!" وفق تعبيرها. حتى إنها تعهدت بأن تنقله على كرسي متحرك خلال التجمعات الانتخابية إذا لزم الأمر. عينت غريس البالغة من العمر 51 عاما، على رأس الفرع النسائي للحزب الحاكم ما يعني أنها قد تكون خليفة محتملة لزوجها.