بصعوبة تمكنت عناصر الوقاية المدنية مدعومة بالسلطات المحلية، وإشراف مركز الدرك الملكي باثنين هشتوكة بعمالة الجديدة، من انتشال جثة أحد الأشخاص الذي لقي مصرعه وسط حفرة أحدثها بحثا عن «الكنز»، ليتم إيقاف خمسة من شركائه في العملية. فقد لقي الضحية الذي كان يبحث بمعية شركائه، مصرعه بطريقة مأساوية، في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين- الثلاثاء 31 يناير الماضي، داخل حفرة كان قد ساهم في حفرها، محاولا استخراج كنز تم إخباره بأنه مدفون في أعماق منطقة تابعة للنفوذ الترابي لجماعة «هشتوكة»، بدائرة أزمور، بإقليم الجديدة. وحسب ما أفاد به مصدر مطلع، فإن الهالك الذي يتحدر من مدينة تاونات كان رفقة أشخاص آخرين، عددهم خمسة، كانوا يبحثون، في حدود الساعة الثانية من صبيحة يوم الثلاثاء الماضي، في منطقة رملية قريبة من دوار «أولاد داود» عن كنز اعتقدوا أنه «دفن» بالمكان الذي تم تحديده لهم. ولجهل الضحية وبعض مرافقيه بطبيعة تربة الأرضية التي كانوا يحفرون فيها للوصول إلى مبتغاهم، حيث تطغى عليها الرمال، ومع بلوغ عمق الحفرة إلى حوالي ستة أمتار، تهاوت جنباتها، متسببة في ردم الشخص الذي قام بحفرة وسطها، وهو ما فسرته مصادر الجريدة ب«عدم احتراف الباحثين عن الكنز المزعوم في هذا المجال»، حيث لم يحضر معهم كما جرت العادة بذلك «فقيه» غالبا ما يتم اللجوء إلى خدماته ل«فك الطلام المحيطة بالكنز»..!! وقد كان الهالك، البالغ من العمر، حوالي 30 عاما، وهو رب أسرة، ينخرط بمفرده وبحماسة في عملية الحفر، إلى أن باغتته الرمال التي تهاوت عليه الرمال داخل الحفرة، غامرة جسده بطريقة كلية، متسببة في اختناقه وإزهاق روحه وهو واقف داخل الحفرة، فيما لاذ مرافقوه الخمسة بالفرار مستغلين الظلام الدامس الذي يسود المنطقة، دون العمل على محاولة إنقاذه، أو تبليغ مركز الدرك الملكي باثنين شتوكة، بهذه الحادثة. وبعد ساعات قضاها الضحية في الحفرة، عاد شريك له يتحدر بدوره من مدينة تاونات، ظهر الثلاثاء، للتبليغ عما لقيه رفيقه، مفضلا عدم ذكر تفاصيل وافية عن المأساة التي طمر فيها رفيقه في الرمال. وبانتقال عناصر الدرك الملكي إلى المكان المحدد، تم الوقوف على المأساة التي أودت بحياة شخص طمع في استخراج كنز مزعوم من باطن الأرض، حيث تم إخراج الجثة بصعوبة بالغة، بعد الاستعانة بآلة حفر. ولم تنته عملية الاستخراج إلا في حدود الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء الماضي، ليتم نقل الضحية إلى مستودع الأموات من أجل إخضاعها للتشريح الطبي. وبتوالي التحقيقات والتحريات، تم التوصل إلى شركاء الضحية، وهم أربعة أشخاص، أغلبهم من أبناء المنطقة، تتراوح أعمارهم ما بين 30 و40 عاما وكانوا سببا في إخبار الضحية ب«الكنز المزعوم»، إضافة إلى رفيقه المتحدر من تاونات الذي بلغ عن الحادثة.