أظهرت نتائج جزئية لجولة الإعادة في الانتخابات التمهيدية للاشتراكيين في فرنسا الأحد أنهم اختاروا بونوا هامون مرشحا لهم لخوض الانتخابات الرئاسية في خطوة من غير المرجح أن تساعدهم على الفوز بالانتخابات لكنها قد تعزز حملة إيمانويل ماكرون المستقل المنتمي للوسط والذي يتمتع بشعبية. ووفقا للنتائج التي أعلنها المنظمون بناء على إبلاغ 60 بالمئة من مراكز الاقتراع عن نتائجها فقد حصل هامون على 58.65 بالمئة من الأصوات على حساب رئيس الوزراء السابق مانويل فالس المقرب أكثر من الوسط ويتبنى سياسات مؤيدة لقطاع الأعمال. والاشتراكيون الذين يعانون من ضعف وانقسامات بعد رئاسة لم تتمتع بأي شعبية لفرانسوا أولوند فرصهم منعدمة تقريبا في تخطي الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في أبريل. وباختيارهم هامون (49 عاما) وهو يساري تقليدي على فالس منحوا ماكرون الكثير من أصوات الناخبين الذين لم يحددوا موقفهم وفرصة أفضل للتغلب على منافسيه من اليمين واليمين المتطرف. وتظهر نتائج الأحد بوضوح الانقسامات العميقة في المعسكر الاشتراكي الفرنسي. فهي تأخذ الحزب لجذوره التقليدية المؤيدة للطبقة العاملة التي جاءت بأولوند للحكم في 2012 وترفض التراجع الذي نفذه في منتصف ولايته والذي كان محاولة فاشلة لدفع النمو الاقتصادي وخلق وظائف من خلال إصلاحات تصب في صالح قطاع الأعمال. وهامون وزير تعليم سابق أقيل من حكومة الرئيس الاشتراكي فرانسوا أولوند بسبب انتقاداته لحدوث تحول مؤيد لقطاع الأعمال في السياسة. وبانتهاء الانتخابات التمهيدية للاشتراكيين ظهر اللاعب الأخير في منافسة الانتخابات الرئاسية الفرنسية واتضحت الخطوط العامة للمعركة الانتخابية في السباق للإليزيه في انتخابات تجرى على مرحلتين في 23 أبريل والسابع من مايو. فقد اختار المحافظون فرانسوا فيون فيما اختار اليمين المتطرف مارين لوبان وهما المرشحان اللذان تشير استطلاعات الرأي إلى أنهما من المرجح أن يلتقيا في جولة الإعادة في مايو. إلا أن حملة المستقل ماكرون (39 عاما) وهو وزير اقتصاد سابق ينتمي للوسط ويقول إنه يريد تجاوز الخلافات بين اليسار واليمين واستبعد أي مساندة حزبية بدأت أيضا في جذب الزخم حسبما تظهر استطلاعات الرأي مما قد يخل بالتوازن المتوقع في الانتخابات. ويقول ساسة إن اختيار الاشتراكيين لهامون وهو يساري تقليدي سيصب فقط في صالح حملة ماكرون إذ أن من المرجح أن أنصار فالس المؤيد لقطاع الأعمال الذي شدد مثل ماكرون على سياسات وسطية سيعطون أصواتهم الآن للمصرفي السابق الذي يتمتع بشعبية.