مازالت تداعيات صراع البيت الاستقلالي مستمرة، فقد اختار الغاضبون من الأمانة العامة لحزب الاستقلال، عقد لقاء موسع في بيت امحمد بوستة الأمين العام السابق، يتقدمهم رئيس المجلس الوطني توفيق احجيرة، وعضوا اللجنة التنفيذية كريم غلاب وياسمينة بادو، الذين صادقت دورة المجلس الوطني الاسثنائية يوم السبت الماضي على قرار إحالتهم على لجنة التأديب، تقديما لطردهم من الحزب. وعاينت «الأحداث المغربية» مساء أول أمس الإثنين قرب إقامة عضو مجلس الرئاسة امحمد بوستة، قدوم العديد من الموقعين على بيان المطالبة بتشكيل لجنة تصحيحية داخل الحزب، بما فيهم أعضاء داخل جمعية «بلا هوادة للحفاظ على الثوابت» نظير أنس بنسودة. توفيق احجيرة رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، الذي ينتظر إحالته على لجنة التأديب، والذي حضر رفقة عضو اللجنة التنفيذية، فؤاد القادري، اعتبر في تصريح مقتضب ل«الأحداث المغربية» قبل بداية الاجتماع، أن امحمد بوستة «يريد وضع الأمور والقرارات الأخيرة للمجلس الوطني محل تمحيص، ويريد إرجاع ما يمكن من الأمور لمسارها العادي والطبيعي في حزب الاستقلال». على أن ما كان يطمح له الغاضبون من حميد شباط، لم يتأت لهم أخذ نصرة له من الأمين العام السابق امحمد بوستة، الذي أمسك العصا من الوسط، ودعا في اللقاء، الذي دام ثلاث ساعات، إلى ما أسماه تدبير الخلاف الاستقلالي داخل البيت الاستقلالي، بحسب إفادات لمصادر حضرت اللقاء. وكشفت المصادر ذاتها أن بوستة رفض بشكل مطلق أن ينخرط الغاضبون من حميد شباط في تأسيس لجنة تصحيحية، مخافة انقسام جديد في الحزب، وأضافت هذه المصادر أن بوستة لم يخف توجسه، في لقائه مع معارضي شباط، من أن تتحول مواجهات البلاغات، وتوقيع العرائض إلى بوادر انشقاق داخل حزب الاستقلالي. مصادر الجريدة كشفت أن امحمد بوستة وعد من جهة ثانية، أن يعقد اجتماعا عاجلا مع حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، لإعادة النظر في القرارات التي اتخذت في حق كل من توفيق احجيرة، وكريم غلاب وياسيمنة بادو، بإحالتهم على لجنة التأديب تمهيدا لطردهم من الحزب. في السياق نفسه كشفت مصادر الجريدة، التي حضرت الاجتماع المغلق الذي عقد مساء أول أمس الإثنين، في فيلا امحمد بوستة بحي السويسي بالعاصمة الرباط، أن كلا من احجيرة، وغلاب، وبادو طالبوا بعضوية كاملة في لجنة التسيير التي تنازل لها شباط عن صلاحياته في تدبير شؤون الحزب، وهو ما وعد بوستة بفتح نقاش فيه مع حميد شباط. امحمد الخليفة، اعتبر في تصريح لوسائل الإعلام، عقب نهاية اللقاء أن المبادرة التي قام بها العديد من الغاضبين على الأمين العام، لا تهدف لإهانة حميد شباط بطلب الرحيل، بل تدعوه للمساهمة في التعبير عن الإرادة التي «عبر عنها الاستقلاليون، والتي تدعوه للالتزام بعدم الترشح للأمانة العامة، كما سبق وأن وعد بذلك أول عهده بتولي منصب الأمانة العامة». واستغرب امحمد الخليفة من القرار المتخذ في المجلس الوطني بمعاقبة «الإخوان الذين صححوا موقفهم من القرار الذي اتخذوه داخل اللجنة التنفيذية»، معتبرا أن الإحالة على لجنة التأديب لا مبرر لها بتاتا بعد اعتذار الحزب عما بدر من حميد شباط من تصريحات.