ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ، اليوم الأربعاء بقصر المؤتمرات بمدينة مراكش، افتتاح قمة العمل الإفريقية، المنظمة على هامش الدورة ال 22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22). وتميز افتتاح هذه القمة بالخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك. وأكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله، اليوم الأربعاء أن إفريقيا تختزل لوحدها كل أشكال الهشاشة بالنظر الى أن عدد اللاجئين بالقارة بسبب تغير المناخ، بلغ عشرة ملايين شخص. وقال جلالة الملك في خطاب القاه جلالته في افتتاح أشغال "قمة العمل الافريقية" التي تنعقد على هامش اشغال الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المؤتمر العالمي (كوب 22) إنه بحلول سنة 2020، سيضطر ما يقرب من 60 مليون شخص، للنزوح بسبب ندرة المياه، إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة في هذا الشأن. وذكر جلالة الملك في هذا الصدد، بأن "الخزان الهائل للمياه، الذي كانت تشكله سابقا بحيرة تشاد، فقد حتى الآن 94 بالمائة من مساحته، وهو مهدد بالجفاف التام، كما تختفي كل سنة، أربعة ملايين هكتار من الغطاء الغابوي بإفريقيا ، بنسبة تفوق بضعفين المعدل العالمي". وأضاف جلالته أنه "بينما تشغل الفلاحة، وهي معيشية في أغلبها، 60 بالمائة من اليد العاملة الإفريقية، فقد اضطربت المحاصيل بشكل كبير، وصار أمننا الغذائي على المحك". وأكد جلالة الملك أنه "من الأهمية بمكان أن تتحدث قارتنا بصوت واحد، وتطالب بالعدالة المناخية، وبتعبئة الامكانات الضرورية، وأن تتقدم بمقترحات متفق عليها، في مجال مكافحة التغيرات المناخية." وحدد جلالة الملك في هذا الاطار، متطلبات ضرورية تهم أساسا تحديد الإجراءات الضرورية للوصول للتمويلات الضرورية، بغية تنظيم الجهود الرامية لتحقيق تكيف القارة، وتحديد الآليات التي يجب وضعها، لدعم تنفيذ البرامج الرائدة، وتعزيز القدرات المؤسساتية للقارة الافريقية، واستغلال الفرص التي تتيحها التنمية منخفضة الكربون، ودراسة آثارها، في مجالات الطاقة والابتكار التكنولوجي، والمهن المرتبطة بالأنشطة الخضراء. ودعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله، أمام "قمة العمل الإفريقية" التي تنظم على هامش الدورة 22 لمؤتمر المناخ بمراكش، إلى تأسيس إفريقيا صامدة في وجه التغيرات المناخية، وثابتة على درب التنمية المستدامة. وقال جلالة الملك في هذه القمة "إنها إفريقيا حريصة على ترشيد استعمال مواردها، في إطار احترام التوازنات البيئية والاجتماعية. إفريقيا تعمل من أجل تحقيق التنمية الشاملة، في انسجام مع مقومات هويتها والتي تتمثل في ثقافة التشارك والانصاف والتضامن". وبعد أن أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن الخطاب الصائب حول مصير كوكب الأرض ، والاهتمام الذي يحظى به على الخصوص من طرف مجتمع مدني فاعل، "أصبحا حقيقة ملموسة"، تساءل جلالته عما إذا كانت هناك أهداف مشتركة لهذا التحرك. وتطرق جلالته في هذا الصدد للتباين الموجود بين الشمال والجنوب على مستوى الثقافة البيئية، والمرتبط بالأولويات وبالإمكانات ، وأبرز في هذا السياق ضرورة العمل من أجل تطابق، بل وتوحيد التربية البيئية، مؤكدا أن ذلك هو ما ستعمل الرئاسة المغربية على تحقيقه خلال رئاستها لمؤتمر كوب 22. وتساءل جلالة الملك، من جهة أخرى، عما إذا كان يجب التذكير، بأن زمن الاستعمار قد ولى، وبأن أي قرار مفروض لا يمكن أن يعطي نتائج إيجابية ؟ وهل يجب التذكير أيضا، بأن الفاعلين لا تنقصهم قوة الالتزام، ولا صدق الإرادة، وإنما تفتقرون للإمكانات؟ وقال جلالته في هذا الصدد " إننا ندرك جميعا بأن الأمر يتعلق بحماية الحياة، وبأن علينا العمل بشكل تضامني، من أجل الحفاظ على كوكبنا. ولهذا أتمنى أن يتسم عملنا بتطابق وجهات النظر". وحذر الخطاب الملكي من أن القارة الإفريقية "تدفع ثمنا غاليا في المعادلة المناخية. وهي بدون شك، القارة الأكثر تضررا"، مبرزا أن ارتفاع درجات الحرارة، واضطراب الفصول، وتواتر فترات الجفاف، "كلها عوامل تساهم في تدهور التنوع البيولوجي، وتدمير الأنظمة البيئية، وترهن تقدم القارة وأمنها واستقرارها". وأضاف جلالة الملك أن القارة بالرغم من أنها لا تنتج سوى أربعة بالمائة من انبعاثات الغازات التي تؤدي للاحتباس الحراري، فإن التقلبات المناخية في العالم، تعيق بشكل كبير التنمية في إفريقيا، وتهدد على نحو خطير الحقوق الأساسية لعشرات الملايين من الأفارقة.