ظلوا يمارسون نشاطهم لمدة طويلة في أمان، محددين مسرح جرائمهم بإتقان: هنا يقل تواجد عناصر الأمن، وهنا أيضا تكثر «الغلة»، بالنظر إلى أن ضحاياهم، يكونون في الغالب من التجار المترددين على الأسواق الأسبوعية. كانوا يختارون الضحية بدقة ويترصدون له في الصباح الباكر، وفي اللحظة المناسبة ينقضون عليه، قبل أن يفروا محملين بما استطاعت أيديهم أن تناله، وتتمكن عناصر الدرك الملكي لدى مركز أولاد افرج في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد الماضي من تفكيك عصابة إجرامية وُصفت ب "الخطيرة" بالنظر إلى الجرائم المتعددة التي ارتكبتها بتراب إقليمالجديدة. العصابة تتكون من 5 عناصر بعضهم يتحدر من مدينة الدارالبيضاء، دأبوا على كراء سيارة خفيفة من نوع "داسيا" للقيام بعمليات إجرامية خطيرة، حيث يترصدون رواد الأسواق الأسبوعية بمنطقة دكالة، سيما أولئك الذين يمتهنون حرفة الجزارة وتجار البهائم فضلا عن تجار الجملة لمختلف البضائع و الخضروات و الحبوب… حيث يعترضون سبيلهم من أجل الاستحواذ على ما بحوزتهم من أموال تحت طائلة التعذيب و التهديد بالسلاح الأبيض. وقد تعددت العمليات الإجرامية لهذه العصابة بشكل تسبب لبعض الضحايا في إصابات وجروح خطيرة، خاصة على مستوى الجماعات القروية لأحد أولاد افرج والشعيبات وأولاد حمدان وأولاد احسين وزاوية سيدي اسماعيل… وشاءت الصدف أن تجعل رجال الدرك الملكي لأولاد افرج يغنمون بصيد ثمين، إذ في الوقت الذي تجندت فيه عناصر الدرك للإيقاع بأفراد هذه العصابة بتزامن مع انعقاد السوق الأسبوعي لأحد أولاد افرج، إذا بهم يتوصلون بإخبارية مفادها أن سيارة خفيفة من نوع "داسيا" قد انقلبت على مستوى جماعة بئر ببوش التابعة لدائرة أولاد افرج. تحركت عناصر الدرك الملكي نحو المكان مسرح الحادث ليتبين لها بأن ضحايا حادثة السير هم المبحوث عنهم، إذ تم اعتقال اثنين منهم كانا في انتظار شاحنة جر لقطر السيارة في اتجاه مجهول، في الوقت الذي تم التنسيق مع رجال الدرك الملكي بالبئر الجديد لإيقاف المتهم الثالث بعدما بلغ إلى علمهم بأنه توجه إلى مدينة الدارالبيضاء على متن سيارة خفيفة تحمل ترقيما أجنبيا أقلته في إطار "الأوطوسطوب" دون أن يكون لراكبيها علما بهوية المشتبه فيه، فيما تم اعتقال العنصر الرابع بعد طلوع أشعة الشمس حيث غادر أحد الحقول الذي اختبأ فيه في أعقاب وقوع الحادثة. وفيما مازالت التحريات جارية لإيقاف متهم آخر من عناصر العصابة الإجرامية، فقد اضطر الموقوفون للاعتراف بالمنسوب إليهم بعدما تقاطر العديد من الضحايا على مركز الدرك الملكي بأولاد افرج حيث تعرفوا على هويات الجناة. عبدالفتاح زغادي