كانت لحظة انتشال جثة سيدة من تحت هيكل الشاحنة المقلوبة ، وهي تحتضن ابنتيها الصغيرتين، من اللحظات التراجيدية التي عرفتها حادثة سير مريعة وقعت زوال أمس الأحد 22 أكتوبر 2016 بالطريق الإقليمية 3007، على مستوى دوار الزبيرات، التابع ترابيا لإقليمبرشيد، مخلفة مصرع عشرة أشخاص، وإصابة 21 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. ابتدأت هذه المأساة بعدما انطلقت شاحنة من نوع (فورد) من منطقة السوالم، كان يقودها عريس في عقده الرابع، وعلى متنها حوالي 29 شخصا، منهم رجال، نساء وأطفال ، كانوا ينوون الإحتفال بمراسيم خطبة فتاة متواجدة بإحدى الدواوير بمنطقة الساحل أولاد حريز، إلا أن أجواء الفرح تحولت فجأة إلى مأساة، بعدما انفجرت إحدى عجلات الشاحنة، عند وصولها إلى دوار الزبيرات، لم يتمكن السائق التحكم في توازنها ، لتنقلب وتنحرف إلى الجانب الأيسر من الطريق. بعد وصول أبناء الدوايير المجاورة لمعرفة مايجري، وجدوا الشاحنة مقلوبة، وتحتها حوالي 29 شخصا، من بينهم ستة لقوا مصرعهم في عين المكان، فقاموا بإخراج المصابين من تحت الشاحنة، وحاولوا إنقاذ المصابين، في انتظار وصول سيارات الإسعاف التي تم جلبها من الجماعات التابعة لاقليم برشيد. حالة استنفار قصوى عرفتها جل المصالح الأمنية والطبية، بعد وصول خبر وقوع هذه الحادثة المميتة ، حيث أعطيت الأوامر للذهاب إلى عين المكان، والاتصال بالأطقم الطبية الموجودة خارج الخدمة لتقديم المساعدة. المعاينة الأولية عجلت بنقل 23 مصابا إلى المستشفى الإقليميببرشيد، قبل أن يفارق إثنان منهم الحياة، على بعد كيلومترات من قسم المستعجلات، ويتعلق الأمر ب(بوشعيب صبار 52 سنة وزكرياء بوكريم 5 سنوات)، وضعت جثتيهما بمستوع الأموات، في حين تم نقل جثث الضحايا الذين لقوا مصرعهم بمكان الحادث إلى مستودع الأموات بمركز الرحمة بالدارالبيضاء ويتعلق الأمر بكل من (علي صبار، نو الدين صبار، خديجة صبار، آسية صبار، وأم بوكريم ومحمد صبار). التحليلات الطبية، الفحوصات والإسعافات الأولية المقدمة للمصابين من طرف طاقم طبي متخصص ، حتمت إحالة 15 مصابا إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بمدينة الدارالبيضاء، من ضمنهم ثلاثة أطفال، تم وضعهم بقسم الأطفال (الهاروشي). مصادر طبية أكدت ل"الأحداث المغربية" أن مصابين إثنين لقيا حتفهما، لترتفع الحصيلة النهائية لهذه الحادثة إلى عشر ضحايا، وإصابة 21 بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم امرأة في حالة صحية حرجة. وقد انتقلت إلى عين المكان ، وفور توصلها بالخبر، عناصر الدرك الملكي، ورجال الوقاية المدنية، والسلطات المحلية وعلى رأسها عامل إقليمبرشيد. المصادر ذاتها أشارت إلى أن النيابة العامة أعطت أوامرها لفتح تحقيق عميق في الموضوع، لمعرفة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذه الفاجعة.