نفى المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب بغضب اليوم الخميس بضعة إتهامات بأنه تلمس أجسام نساء وسط جدال متنام بشأن تصرفات غير لائقة مع نساء يضر بفرصه للفوز في انتخابات الثامن من نوفمبر تشرين الثاني. وأبلغ ترامب تجمعا انتخابيا في وست بالم بيتش في فلوريدا أن منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون وصحيفة نيويورك تايمز ووسائل إعلام أخرى شاركوا في محاولة "شريرة" منسقة لإيقافه. وقال المرشح الجمهوري "هذه المزاعم كلها مختلقة. إنها محض خيال وكذب صريح. هذه الأحداث لم تقع على الإطلاق" مضيفا أنه سيعرض على الملأ في مرحلة ما أدلة تفند هذه المزاعم. وأضاف قائلا "هذه المزاعم الشريرة بشأن إتياني بتصرفات غير لائقة مع نساء إنما هي كاذبة تماما ومطلقا. وآل كلينتون يعرفون ذلك.. انهم يعرفون ذلك جيدا." وتحدث ترامب بعدما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز مساء الأربعاء أن إمرأتين تعرضتا لاعتداء جنسي من ترامب وخرجت نساء أخريات بمزاعم مماثلة في مؤسسات إعلامية أخرى مما يضع مزيدا من الضغوط على ترامب بينما يأتي خلف كلينتون في استطلاعات الرأي. وتواجه حملة ترامب بالفعل صعوبة في احتواء أزمة بعد ظهور تسجيل مصور الأسبوع الماضي يرجع لعام 2005 يتباهى فيه ترامب بقيامه بملامسة نساء ومحاولته التحرش بهن. وظهرت امرأة تدعى جيسيكا ليدز في تسجيل مصور على موقع نيويورك تايمز الإلكتروني تروي كيف أمسك بثدييها ثم حاول إدخال يده أسفل تنورتها على طائرة في رحلة داخلية متجهة إلى نيويورك في عام 1980 . أما المرأة الثانية وتدعى راشيل كروكس فوصفت كيف قام ترامب "بتقبيلي في فمي مباشرة" في عام 2005 أمام المصعد في برج ترامب في مانهاتن حيث كانت تعمل موظفة استقبال بشركة عقارية. ونشرت حملة ترامب الليلة الماضية رسالة من مارك كاسوفيتز -وهو محام يمثل ترامب- إلى الصحيفة يطالبها بسحب الموضوع ويصفه بأنه "تشهير" وهدد باتخاذ إجراء قانوني ما لم تذعن الصحيفة لهذا الطلب. وقال جيسون ميلر كبير المستشارين الإعلاميين بحملة ترامب في بيان "هذا المقال برمته محض خيال وقيام نيويورك تايمز بهذا الاغتيال الكاذب والمنسق لشخصية السيد ترامب بموضوع من هذا النوع أمر خطير." ولم يتسن لرويترز التحقق من مصدر مستقل من الواقعتين اللتين أوردتهما نيويورك تايمز. ولم ترد ليدز أو كروكس على طلب من رويترز للتعقيب. وقالت نيويورك تايمز اليوم إنها متمسكة بقصتها ورفضت مزاعم بأن المقال تشهير. وقال ديفيد مكرو نائب الرئيس والمستشار العام المساعد للصحيفة في رسالة إلى محامي ترامب "لم يكن لأي شيء في مقالنا أدنى تأثير على سمعة أوجدها السيد ترامب لنفسه من خلال كلماته وأفعاله." وأضاف أنه إذا قال ترامب إن القصة تشهر به "فإننا نرحب بالفرصة للاحتكام إلى المحكمة لتقويمه." وجاء التقرير بعد يومين من استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس أظهر أن واحدا من كل خمسة جمهوريين يعتقد أن تصريحات ترامب عن ملامسة النساء تجعله غير مؤهل للرئاسة وأوضح الاستطلاع أن كلينتون تتقدم على ترامب بفارق ثماني نقاط. ولم يسبق لترامب -وهو رجل أعمال من نيويورك ونجم سابق لتلفزيون الواقع- أن تقلد منصبا سياسيا. ولازم الجدل حملته نحو البيت الأبيض منذ اليوم الذي أعلن فيه الترشح للرئاسة في يونيو حزيران 2015 عندما وصف المهاجرين المكسيكيين في خطاب بأنهم مغتصبون ومجرمون. ووجد شيوخ مؤسسة الحزب الجمهوري صعوبة في الاحتشاد خلفه إذ أزعجهم كل من أسلوبه وبعض مقترحاته السياسية. * روايات جديدة وخلال ساعات نشرت وسائل إعلام أخرى تقارير مشابهة. ونشرت مجلة بيبول رواية مفصلة من ناتاشا ستوينوف وهي صحفية بها. قالت ستوينوف إن ترامب دفعها إلى الحائط في منزله بفلوريدا في 2005 وقام بتقبلها بينما كانت تحاول أن تفلت من بين يديه. وأضافت قائلة "استدرت.. وفي ثوان دفعني إلى الحائط ودس لسانه في فمي عنوة." ونفى ترامب (70 عاما) قصة بيبول في رسالة على تويتر وفي خطابه في فلوريدا اليوم الخميس وسخر من الكاتبة. وقال "أسألها سؤالا بسيطا. لماذا لم يرد ذكر لها في الموضوع الذي ظهر قبل 12 عاما. لماذا لم يجعلوها جزءا من الموضوع …إذا كانت قد أضيفت لكانت العنوان الرئيسي." وأوردت صحيفة بالم بيتش بوست أقوالا لإمرأة تدعى ميندي مكجليفري (36 عاما) من جنوبفلوريدا قالت إن ترامب أمسك بمؤخرتها منذ 13 عاما بينما كانت تعمل في ضيعته مار ألاجو كمساعدة مصور. وقالت هوب هيكس المتحدثة باسم ترامب لبالم بيتش بوست "هذا لا يمت للحقيقة بصلة". ولم يتسن الاتصال بمكجليفري للحصول على تعقيب. ظلال على آمال الجمهوريين وفي تسجيل 2005 تباهى ترامب بملامسته لنساء وتقبيلهن عنوة ومحاولته غواية إمرأة متزوجة. واثناء المناظرة الرئاسية الثانية يوم الأحد قال ترامب إنه لم يقم في الواقع بالأمور التي تباهى بها واعتذر عن تصريحاته التي وصفها بأنها حديث خصوصي "وراء أبواب محكمة الإغلاق". وألقى التسجيل المصور بظلال قاتمة على آمال الجمهوريين في الاحتفاظ بالسيطرة على الكونجرس وأحدث انقساما عميقا داخل الحزب بينما تخلى عن دعمه عدد كبير من المسؤولين المنتخبين. وقال رئيس مجلس النواب بول ريان يوم الاثنين إنه لن يدعو بعد الآن للتصويت لصالح ترامب أو يدافع عنه. وتأرجح ترامب منذ ذلك الحين بين إعلان نفسه حرا للقيام بحملته كما يحلو له والتعبير عن غضبه من ريان وجمهوريين آخرين "غير أوفياء". ونددت السيدة الأولى ميشيل أوباما بترامب بعبارات لاذعة في خطاب ألقته دعما لكلينتون في الحملة الانتخابية في نيوهامشير. وقالت "هذا ليس طبيعيا. هذه ليست السياسة كما جرت العادة. هذا مخز. لا يمكن التسامح مع ذلك. لا يهم إلى أي حزب تنتمي -ديمقراطي أو جمهوري أو مستقل. لا تستحق أي امرأة أن ت عامل بهذه الطريقة." وقالت جنيفر بالميري المتحدثة باسم حملة كلينتون (68 عاما)إن الموضوع الذي نشر أمس الأربعاء "مزعج". وأضافت قائلة "تشير هذه التقارير إلى أنه كذب اثناء المناظرة وأن سلوكه المقزز الذي تباهى به في التسجيل أكثر من مجرد كلمات." وأيدت صحيفة واشنطن بوست كلينتون اليوم. وقالت "في ظل كآبة وبشاعة هذا الموسم السياسي غالبا ما ي غض الطرف عمن يشجع الحقيقة: هناك مرشحة مؤهلة جيدا.. مرشحة حسنة الاستعداد في الاقتراع… نحن نؤيدها بدون تردد."