رغم التناقض الصارخ بين الخلفية الفكرية للرجلين، إلا أن المتشدد أبو النعيم لم يجد أي حرج في الاستعانة بمقطع من محاضرة لعالم المستقبليات الراحل "المهدي المنجرة" الذي لم يتردد في وصفه بالعالم والمفكر الكبير رغم العداء الذي يكنه الرجل لكل ما له صلة بالعقل والعلم والمنطق. أبو النعيم اختار الترويج عبر صفحته لجزء من محاضرة للراحل الذي يوجه فيها انتقاده للقناة الثانية، متسائلا عن سبب محاكمته إذا كانت هناك شخصيات قد سبقته في توجيه النقد للقناة التي تقدمت ضده بشكاية بتاريخ 11 يوليوز تتهمه فيها بالسب والقذف بعد أن وصفها "بالقناة الصهيونية" وهي الشكاية التي تأجل البث فيها إلى 19 شتنبر 2016، لتتوالى بعدها مداخلات لعدد من "دعاة التشدد" الذين اعتبروا هجوم أبو النعيم على القناة أمرا مبررا لكونها تحارب الله ورسوله وفق تعليقات البعض، بينما اعتبرها آخرون قناة صهيونية تشجع على "نشر القبورية والخرافة من خلال برنامج (طرق العارفين) الذي يقدمه المدعو أحمد لخليع، مع إقصاء وضرب الشريعة مقابل نشر برامج قمة في السخافة والانحطاط الخلقي …" وفق عبارات متشنجة قد تبدو أكثر تشددا مما قاله أبو النعيم. أبو النعيم بدوره حاول التموقع في خانة المظوم عندما اعتبر أن القناة الثانية هي من كانت السباقة للتلويح ب"السب والشتم" ، " هذه القناة شتمتني وغيري عندما وصفتني بالتكفيري والظلامي والدموي و الإرهاب وما إلى ذلك …" يقول أبو النعيم الذي كان يبدو من نبرة صوته أنه مستغربا من وصفه بالتكفيري، مع أن تسجيلات الرجل تصب في خانة تكفير المخالفين ورفض كل ماهو خارج دائرة مدركاته، وهو ما بدى جليا في نفس التسجيل عندما أشار أنه سمع بأذنيه ورأى بعينه ووعى بقلبه الطعن الذي مارسته القناة الثانية في محاربتها لله ورسوله وكتابه وفق تعبيره، " وسمعتهم يطالبون بإعادة قراءة سورة التوبة المليئة بالتطرف ، وسورة البقرة التي فيها المس باليهود ، ونقل فيها برامج مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم .. ولا من يكلم هؤلاء ، ولا من يحاسبهم ولا من يحتج عليهم". الصفحات الموالية لأبو النعيم احتفت بالتدوينات المساندة "للشيخ" رغم قلتها، مقابل توجيه سيل من الانتقادات والسب لكل تعليق مخالف أو منتقد لأسلوب التكفير والرفض للرأي المخالف بناء على أسس نقدية تعتمد قاعدة المجادلة بالتي هي أحسن.. حيث ورد في إحدى التدوينات : " نشكر جميع المشايخ والدعاة والإخوة الذين ساندوا الشيخ في هذه المنحة التي بعثها الله ليمحص بها القلوب ويظهر لنا حقيقة النفوس الخبيثة التي تنفث خبثها وسمومها وتسوغها بطريقة شرعية لتلبس على العباد. ما كنا نتوقع أن تكونوا بهذا الخبث لا لشيء إلا لأن الشيخ يخالفكم لما فيه صلاحكم وصلاح أمتنا وفي الجعبة الكثير مما يقال عنكم ولكن أنتم أصغر من أن يرد عليكم الشيخ وخصوصا في هذه الفترة فلم يربوكم شيوخكم تربية سلفية حتى تعلموا متى وأين وكيف تتكلمون خذلتموا الشيخ وقوفه ضد من سب النبي صلى الله عليه وسلم وضد من أرادوا تغيير ثوابت الأمة وها أنتم اليوم تقفون ضده مع من ينشرون الشرك والقبورية وعبادة الأوتان والرذيلة والفحش والفسق والفساد" يقول المشرفون على الصفحة في ردهم على من انتقد الأسلوب المتشدد للشيخ.