احتلت ألمانيا قائمة الدول المستقبلة للاجئين، وتلتها الولاياتالمتحدة، من بينهم هاربون من العنف المرتبط بالعصابات والمخدرات في المكسيك ودول أمريكا الوسطى. جاء ذلك في تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين. يغادر الناس منازلهم وأوطانهم هربا من العنف والاضطهاد بحثا عن الآمان. إنها حالة قديمة قدم الانسانية. ففي العصر البرونزي، كان الأهالي يقاتلون سلالات أخرى، والخاسر يغادر قبيلته وأرضه. وفي العصر الحديث، حيث الحروب الكبرى دفعت شعوبا بكاملها إلى اللجوء والنزوح. واليوم تتكرر المأساة هربا من الكوارث البيئية والجوع والفقر والاضطهاد. وفي هذا الصدد، قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عدد اللاجئين والنازحين، في العالم وصل إلى مستوى قياسي بأكثر من 65.3 مليون شخص وإن الكثيرين منهم يفرون من الحروب ليصطدموا بالحواجز والقوانين الأكثر صرامة ورهاب الأجانب لدى وصولهم إلى الحدود. فقائمة البلدان التي نزح منها سكانها أو فروا منها في السنوات القليلة الأخيرة طويلة: مليون لاجئ غادروا الصومال، وأكثر من مليوني ونصف لاجئ تركوا أفغانستان. أما سوريا فتحتل الصدارة من حيث عدد الأشخاص الذي تركوا ما يملكون وغادروا البلاد، بما يقرب من خمسة ملايين شخص، يعيش معظمهم في دول الجوار كتركيا ولبنان والأردن في ظروف قاسية. أكثر من نصف اللاجئين في العالم، هم ما دون الثمانية عشرة سنة. منهم من غادر وطنه رفقة عائلته وكثير منهم دون مرافق. إذ سجلت السنة الماضية أن نحو مئة ألف قاصر دون مرافق طلبوا حق اللجوء في بلدان أخرى. وزاد عدد اللاجئين ب 50 المئة، خلال الخمس السنوات الأخيرة. كما أن 24 شخصا ينزحون كل دقيقة. وذكرت المفوضية بمناسبة اليوم العالمي للاجئين أن القتال في سورياوأفغانستان وبوروندي وجنوب السودان هو السبب في موجات اللجوء الأخيرة. وكانت دول البلقان، إحدى الطرق الرئيسية التي اتخذها اللاجئون للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي. غير أنه بعد إغلاق هذه الطريق، أبرمت تركيا والاتحاد الأوروبي اتفاقا في مارس الماضي، لكبح تدفق المهاجرين الذي أتى بمليون لاجئ ومهاجر إلى أوروبا في عام 2015. وقد تباطأ التقدم في تنفيذ برنامج لإعادة توزيع 160 ألف طالب لجوء من اليونان وإيطاليا إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي لتخفيف الضغط عن الدولتين الواقعتين على خط المواجهة مع الأزمة. وقال فيليبو جراندي مفوض الأممالمتحدة السامي للاجئين في إفادة صحفية مقتضبة "الرسالة التي يبعث بها عبور اللاجئين والمهاجرين البحر المتوسط ووصولهم إلى شواطئ أوروبا هي أنه إذا لم تحل المشاكل فإن المشاكل ستأتي إليك وهذه رسالة قوية ومؤلمة. إنها مؤلمة لأن الناس في الدول الغنية استغرقوا وقتا طويلا لفهمها لكنني أرى فيها دعوة للتحرك". وتابع أن "الحواجز تزداد في كل مكان وليس الجدران فقط، ففي الحقيقة الجدران ليست كثيرة لكنني أتحدث عن الحواجز التشريعية التي تظهر بما في ذلك في الدول الصناعية التي ظلت لوقت طويل معقلا للمبادئ والدفاع عن الحقوق الأساسية المرتبطة باللجوء".