فشل مجلس جهة بني ملالخنيفرة في سابقة من نوعها بعد إقرار مشروع الجهوية الموسعة ،في عقد دورته العادية لشهر يوليوز 2016 ، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني ،حيث شهد الإجتماع الذي جرت أطواره يوم الإثنين 4 يوليوز الجاري ،بقاعة الندوات التابعة لولاية الجهة ،ببني ملال ،حضور 17 مستشار و مستشارة فقط من أصل 57 ، ليتم تأجيلها إلى وقت لاحق.
و قد كان من المنتظر خلال فعاليات هذه الدورة مناقشة العديد من النقط المهمة ،و التي تهم عددا من القطاعات الحيوية التي لا تقبل التأجيل ،حيث تضمن جدول الأعمال بالخصوص المصادقة على عدد من إتفاقيات الشراكة مع الدولة ،تهم مكتب التكوين المهني ،وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني ،وزارة الشباب والرياضة ،و وزارة الصحة ،و كذا المصادقة على اقتناء مجموعة من العقارات ،وبرمجة الفائض الحقيقي لسنة 2015 ،إلى جانب المصادقة على المشاركة في مؤتمر الأطراف في الإتفاقية الإطار للأمم المتحدة ،حول التغيرات المناخية الذي ستحتضنه مدينة مراكش في شهر نونبر المقبل. وقد سادت أجواء من السخط و التنديد داخل القاعة المحتضنة لهذه الجلسة ،من لدن المستشارين و المستشارات الحاضرين و الذين يمثلون كل من أحزاب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ،العدالة و التنمية ،الإتحاد الدستوري ،و التجمع الوطني للأحرار ،حيث أجمع كل الحاضرين على أن تغيب باقي المستشارين يحمل في طياته مقاطعة ممنهجة لأشغال الدورة ،الهدف منها تحقيق مكاسب إنتخابوية و تصفية حسابات سياسية ضيقة ،تعود بالأساس لتداعيات الدورة الإستثنائية للمجلس المنعقدة شهرماي الماضي ، بجماعة أكودي الخير بأزيلال ،و التي شهدت تصدعات غير متوقعة في صفوف الأغلبية المشكلة للمجلس ،بعد تحفظ حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية على المصادقة على مجموعة من النقاط و الإتفاقيات التي تم إقرارها خلال ذات الدورة ،ناسفا بذلك تكتل الأغلبية التي كانت تراهن على أحزابها للتصويت على هذه الإتفاقيات. هذا و قد عقد الجيلالي حزيم رئيس الدورة عن حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية "بعد أن ناب عن رئيس جهة بني ملالخنيفرة إبراهيم مجاهيد في التحضير لهذه الدورة بسبب إلتزام هذا الأخير بالحضور للإستقبال الرسمي الذي أشرف عليه جلالة الملك محمد السادس لرؤساء الجهات بالرباط للتوقيع على مجموعة من الإتفاقيات" ،(عقد) ندوة صحفية تحدث من خلالها مطولا عن الأسباب التي دفعت المستشارين المتغيبين على مقاطعة أشغال الدورة ،حيث أشار في هذا الصدد على أن هذه المقاطعة ستعطي إنطباعا سيئا عن جهة بني ملالخنيفرة ،بحكم أن فعاليات هذه الدورة كانت ستناقش ملفات كبيرة كانت ستجلب للجهة تمويلات ضخمة خاصة على مستوى قطاعي الصحة و التجهيز. و تحدث حزيم دائما عن مجهودات جرت في الكواليس لإفشال أشغال الدورة ،ولدفع عدد من المستشاريين لمقاطعة أشغالها ،مجهودات بدأت قبل 20 يوم من إنعقاد الدورة ،أشرف عليها بعض الأعضاء الذي تحفظ عن ذكر أسمائهم ،مضيفا على أنهم لم يرقهم ترأس الحزب لأشغال الدورة في غياب الرئيس المحسوب على الأصالة و المعاصرة ،إلى جانب تخوفهم الكبير من المحاسبة خاصة في فيما يتعلق بالنقطة المتعلقة بمناقشة طرق دعم الجمعيات الناشطة على مستوى تراب الجهة و التي تسودها المحسوبية حسب حزيم دائما. من جهته تأسف الحسين الحنصالي المستشارعن العدالة و التنمية في كلمته على هذه المقاطعة التي إعتبرها ممنهجة "مع سبق إصرار و ترصد" ، و أنها تشكل قمة العبث بمصالح الجهة ، مضيفا أن اليوم تبين بالملموس أن مجلس جهة بني ملالخنيفرة يتخبط في مجموعة من الإرتباكات و الحسابات الضيقة. وقد سار الحنصالي كذلك في نفس طرح الإتحادي الجيلالي حزيم ، حين أقر بأن بعض الأعضاء داخل المجلس تجندوا لإفشال هذه الدورة ، و عملوا على إستمالة بعض المستشارين و التأثير عليهم من أجل مقاطعتها ،حيث أشار في هذا الصدد إلى أن هذه التحركات الخفية لها مرجع إنتخابوي ضيق.