الرباط/ 21 يونيو 2016/ومع/ (محمد مجدوبي) بعد أشهر طويلة من الإقبال المتوسط على استهلاك برامج التلفزيون المغربي، تعود القنوات الوطنية مع حلول شهر رمضان من كل سنة لرفع رهان منافسة القنوات الأجنبية وتبوئ صدارة اختيارات المشاهد المغربي. ويعرف الإقبال على القنوات التلفزيونية بصفة عامة خلال الشهر الفضيل ارتفاعا ملحوظا، حيث تفيد تقارير قياس نسب المشاهدة الخاصة بشهر يونيو الجاري، بأن حصة مشاهدة الفرد المغربي للتلفزيون ارتفعت ب47 دقيقة خلال شهر رمضان، حيث انتقلت من 3 ساعات و7 دقائق بداية شهر يونيو الجاري إلى 3 ساعات و54 دقيقة بعد حلول الشهر الفضيل. وتشير التقارير، التي تصدرها مؤسسة "ماروك ميتري"، أن القنوات العمومية المغربية تستأثر خلال هذا الشهر بأكبر قدر من المتابعة. فخلال الفترة الممتدة من 7 إلى 10 رمضان الجاري، فضمن أزيد من 100 قناة متنوعة يشملها قياس نسب المتابعة، حققت هذه القنوات المغربية نسب مشاهدة بلغت 59,2 في المائة طيلة نهار رمضان، و76,2 في المائة خلال أوقات الذروة (الفترة من السابعة و45 دقيقة إلى التاسعة و45 دقيقة مساء) مقابل معدل لا يكاد يتجاوز 50 في المائة خلال الأشهر العادية. وأفادت حصيلة الأيام العشرة الأولى من رمضان، أن القناة الثانية استقطبت لوحدها 45,6 في المائة من المشاهدين المغاربة طيلة اليوم و62,1 في وقت الذروة، مقابل 8,8 في المائة للقناة الأولى طيلة اليوم و9,9 في المائة خلال وقت الذروة، و2,9 في المائة للقناة المغربية طيلة اليوم و2,2 في المائة وقت الذروة، و1,8 في المائة لباقي قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة طيلة اليوم و2 في المائة وقت الذروة. ويرى محمد عبد الوهاب العلالي، أستاذ التلفزيون بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، أن الإقبال المكثف على استهلاك المتوجات التلفزيونية المتنوعة خلال شهر رمضان بالمقارنة مع الأيام العادية يرجع بالأساس إلى خصوصية هذا الشهر الكريم حيث تجتمع الأسر المغربية حول مائدة الإفطار وتحذوها الرغبة في مشاهدة برامج بشكل جماعي، لاسيما خلال وقت الذروة التي تبدأ مباشرة بعد أذان صلاة المغرب. وأكد السيد العلالي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن التركيز على استهلاك المنتوج الوطني خلال هذا الشهر يعزى إلى رغبة المشاهد في متابعة برامج خفيفة تتسم بالقرب ووفرة العرض من الأعمال الدرامية والفكاهية خلال هذا الشهر. وأضاف أن القنوات المغربية تجتهد بشكل أكبر خلال شهر رمضان وتبذل مجهودا استثماريا جد مهم لتقديم أفضل ما لديها من أجد الأعمال التلفزيونية الوطنية. وبالرغم من احتدام المنافسة مع القنوات الأجنبية، فيبدو أن المراهنة على المنتوج الوطني الجديد بالنسبة للقنوات المغربية قد أعطت أكلها، حيث استأثر هذا المنتوج بأكبر نسب المتابعة بالقناتين الوطنيتين الأكثر مشاهدة، القناة الأولى، ولاسيما القناة الثانية. وفي هذا الصدد، تظهر أرقام مؤسسة "ماروك ميتري" هيمنة الأعمال المغربية الجديدة على قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على القناة الثانية. فباستثناء المسلسل التركي المدبلج "سامحيني" الذي احتل المركز الثالث بتحقيقه حصة مشاهدة عند 65,6 في المائة، ضمت قائمة البرامج الخمسة الأكثر مشاهدة على القناة الثانية أعمالا وطنية جديدة، هي برنامج الكاميرا الخفية "مشيتي فيها"، الذي حقق أرقاما قياسية وصلت إلى 75,4 في المائة، و"لوبيرج" الذي حظي ب65 في المائة من المتابعة، و"سر المرجان" ب 62 في المائة في المائة من نسب المشاهدة، و"أنا ومونية ومنير" ب 56,4 في المائة. أما بالنسبة للقناة الأولى، التي أعطت حصة الأسد في برمجتها الرمضانية، لاسيما في وقت الذروة، للأعمال الدرامية المغربية، فقد ضمت قائمة البرامج الخمسة الأكثر مشاهدة ، فضلا عن نشرة أحوال الطقس ونشرة الأخبار باللغة العربية وبرنامج الترفيه والموسيقى "تغريدة"، عملين يعرضان لأول مرة بمناسبة شهر رمضان. ويتعلق الأمر بالسلسلة الاجتماعية "ولد صفية"، والجزء الثاني من سلسلة "وعدي" اللذين حققا نسبة إقبال لا بأس بها وصلت، على التوالي، إلى 18,9 في المائة 15,3 في المائة من نسب المشاهدة. وبعيدا عن الانتقادات التي عادة ما توجه لإنتاجات القنوات الوطنية خلال شهر رمضان، فإن أرقام نسب المشاهدة خلال الثلث الأول من شهر رمضان تبين أن الجمهور المغربي مقبل، بغض النظر عن القناة المشاهدة، بكثافة على متابعة أجد الأعمال الفنية الوطنية المعروضة في هذا الشهر الفضيل.