احتفى مهرجان رمضانيات فاس، في دورته الثانية بالفنان والباحث الموسيقي عبد السلام الخلوفي، في لحظة اعتراف جميلة، بعطائه الغزير على مدى ثلاثين سنة، سواء كمبدع وفاعل في الميدان الفني، أو معد لمجموعة من البرامج الفنية التلفزيونية الناجحة بالقناتين الأولى والثانية. الحفل الذي نظمته جمعية إخوان الفن النشيطة بشراكة مع جمعية فاس سايس، عرف حضورا لافتا في سهرته الافتتاحية، التي أحياها جوق المرحوم عبد الكريم الرايس بقيادة الفنان الرائد الأستاذ محمد بريول، بالإضافة إلى منشدة الملحون الفنانة سناء مارحتي والمنشد عبد الرحيم الصويري، وكانت مفاجأة السهرة مشاركة كورال من الأطفال ما بين أربع سنوات وسبع سنوات، أدوا وصلات من الموسيقى الأندلسية بشكل مبهر، يقودهم الفنان مولاي الطيب الوزاني الشاهدي، واستغرق الحفل الذي قدمته المنشطة سناء البقالي، زهاء ثلاث ساعات كاملة، استمتع فيها الجمهور الحاضر بطبق غنائي منوع، ما بين فن الملحون والآلة وكذا السماع الصوفي. وفي كلمته لحظة تكريمه، عبر الفنان عبد السلام الخلوفي، عن عظيم امتنانه للمنظمين، وشكرهم على مجهوداتهم القيمة، خدمة للتراث والفن الأصيل، واعتبر تكريمه في مدينة فاس وهي مدينة العلم والفن وعبق التاريخ، محفزا حقيقيا للمزيد من العطاء والمواصلة على الدرب. ومعلوم أن الفنان عبد السلام الخلوفي، انطلقت مسيرته الموسيقية سنة 1982 كعضو ضمن جوق المعهد الموسيقي بطنجة بقيادة الشيخ أحمد الزيتوني، وأسس فرقته ليالي النغم سنة 1985، انطلق عمله الإعلامي في الصحافة المكتوبة في نفس السنة، وقدم على مدى ما يقارب العقدين مجموعة من البرامج التلفزيونية بالقنانتين الأولى والثانية، نذكر منها: "ميراث" ومشروع توثيق 58 حصة من الطرب الأندلسي، بمشاركة 5 فرق كبرى من كل جهات المغرب، بمساهمة 150 عازفا ومنشدا، كما أعد وعلى مدى عشر سنوات كاملة البرنامج الفني التراثي "شذى الألحان" وسهرات "الخالدات" و "أنغام الأطلس" و"أنغام" و"إشراقات" و"روح وريحان" و"الكلام الموزون" وحفلات خاصة بالمسيرة الفنية للرواد، بثت ثلاث حلقات منها، تتعلق الأولى بالعميد عبدالوهاب الدكالي، والثانية بالمبدع عبد الهادي بلخياط، والثالثة بالمتعدد المواهب الأستاذ فتح الله المغاري، وأعد البرمجة الفنية لبرنامج المسابقات الغنائية استوديو دوزيم، وآخر عنقود إبداعه برنامج "نغنيوها مغربية"، وفي الطريق إبداعات أخرى.