صدر، مؤخرا عن دار النشر الأمريكية الألمانية "بالكراف ماكميان"، كتاب جماعي جديد باللغة الإجليزية تحت عنوان "الحركات النسائية في شمال إفريقيا ما بعد الربيع العربي" تحت إشراف الباحثة فاطمة صديقي. ويموقع الكتاب (325 صفحة من الحجم الكبير) الحركات النسائية المعاصرة في شمال إفريقيا في سياق نظري يساعد على فهم طبيعة هذه الحركات وتطورها داخل المنظومة الثقافية والسياسية والدينية واللغوية العامة للمنطقة. ويقدم هذا المؤلف، الذي يتكون من جزئين رئيسيين وعشرين فصلا، خصوصيات دول معينة وقراءات تحليلية لبلدان شمال إفريقيا في امتدادها الجغرافي الواسع. ويشير الكتاب الى أن ثورات ما يسمى ب"الربيع العربي" كانت غير متوقعة وعفوية وشبابية ومدعومة من وسائل الإعلام الاجتماعية وتطالب أساسا ب "الكرامة والديمقراطية". وحسب الباحثة صديقي فإن دراسات أكاديمية جدية مختلفة لهذه الثورات الفريدة من نوعها حاولت التقاط معانيها العميقة كدراسات حميد الدباشي (2012)، جيمس كالفن (2012)، طارق رمضان (2012)، أندري فاركاس (2012)، وكينيث بولاك (2011) لكنها لم تستطع أن تبرز الدور الأساسي لحقوق النساء ليس فقط في تحريك الشباب بل أيضا كمحور مركزي في النقاشات السياسية والإيديولوجية قبل وأثناء وبعد الثورات. وحسب المؤلف فان النساء في منطقة شمال إفريقيا لا تزلن حاضرات في المجال العمومي ولا تزال قضاياهن تشكل العمود الفقري للنقاشات المستمرة بين المحافظين والحداثيين وعلى جميع المستويات ولا تزال قضايا النساء مركزية ليس فقط في الاستقطاب السياسي سواء تعلق الأمر بالمحافظين أو الحداثيين، بل في بلورة الرؤى المستقبلية. وشارك في هذا المؤلف مجموعة متميزة من الكاتبات والكتاب المتخصصين في الدراسات النسائية في منطقة شمال إفريقيا منهم، على الخصوص، ميريام كوك ومارغو بدران ودينا وهبة وسيلين ليسور وموحى الناجي وإلين ماكلارني ومشيرة الخطاب ونيفين النصري وصوندرا هيل وأماندا روجرز وليليا العبيدي ونبيلة حمزة وخديجة عرفاوي ورشيد التلمساني وسمية بوتخيل ورشيدة كركش ومنال العاطر ويمينة القيراط العلام ويونس تيهن وعبد اللطيف الزاكي.