قدمت جمعية مسارات للإبداع الفني والثقافي عرضها الجديد بعنوان "مانا غير ولية"، وهو عمل يستقي موضوعه من الواقع المعيش، عبر اقتناصه لظواهر سلبية تقض مضجع الإنسان في حياته اليومية، والتي ينتج وتتولد عنها سلوكيات وخيمة تعمق الجراح الأسرية بسبب الاعتداء على الفتيات في الشوارع والأزقة من قبل المنحرفين والمتشردين، وبالتالي تعرضهن للاغتصاب . وشكل سلوك الطمع والشجع، بيت القصيد للأحداث الدرامية التي تضمنها هذا العرض، إذ لعبت شخصياته النسوية أدوارا متميزة، حيث إن تقمصهن لأدوار ذكورية أضفى على العرض نوعا من المحاكاة المشوقة التي استرعت انتباه الجمهور الذي تابع العرض من بدايته إلى نهايته، وتفاعل مع مواقفه وأحداثه بعاطفة حميمية جياشة، وبحب مفعم بنشوة انتصار الأخوات على شخصيتي: السمسار وابن أخيه اللذين أوهما الأختين بوعد الزواج منهما بذريعة الاستحواذ على إرث الأخوات الأربع، وطمعا في الظفر بالممتلكات التي تركتها لهن أمهن المتوفية، بيد أن قوة وعزيمة وأخلاق البنات، كانت بالمرصاد لكل تلك المحاولات الانتهازية، إذ تفوقت الممثلات في تصوير واقع النصابين والمستبدين الذين يتصيدون الفرص لهضم حقوق الغير، عبر تسخير أداء مسرحي محكم في مشاهده. مسرحية "مانا غير ولية" رسالة إنسانية نبيلة، جسدت بعمق أفعال ذوي النفوس الشريرة الذين يتخذون من الافتراء والكذب والكلام المعسول الملغم، وسيلة للسيطرة على عقول الأبرياء للاستيلاء على مكاسبهم المشروعة. شارك في تشخيص هذه المسرحية ممثلات لهن علاقة وطيدة بمجال المسرح وتجربة متميزة في فن الدراما، كضحى أزمي، ورشيدة منار، وبدرية عطا الله، وإيمان صامط، وسناء محيي الدين. المسرحية من تأليف عبد الإله بنهدار، سينوغرافيا وإخراج سعيد باهادي، والمحافظة لعز الدين فوزي، والتلحين لعزيز أبا الله، وتصميم الملابس لسنا بركة، والإدارة وداد بلعباس، وتقنيات الصوت ندى باهدي، ومساعد المخرج أحمد الحبابي . وتجدر الإشارة إلى أن فرقة مسارات للإبداع الثقافي والفني، تواصل جولتها بمسرحيتها الجديدة "مانا غير ولية"، حيث ستقدم عرضا جديدا يوم الخميس 2 يونيو 2016 على الساعة 7 مساء بالمركب الثقافي لمدينة مشرع بلقصيري، وذلك بتعاون مع المديرية الجهوية لجهة الشراردة الغرب، ويوم الأحد 5 يونيو 2016 عرضا آخر بالمركب الثقافي الصخيرات، في الساعة السادسة والنصف مساء بتعاون مع المديرية الجهوية لجهة الرباطسلاالقنيطرة.