«ما نا غير ولية»، العرض الجديد لفرقة «مسارات»، هو احتفاء بالمرأة وبنضالاتها اليومية على واجهة الحياة. عرض يجعل من المرأة موضوعا حصريا، ليس من باب أنه الموضوع الدارج ضمن موضة اليوم، ولكن لأنه نابع من قناعات نساء الفرقة الممثلات و أفراد الطاقم التقني رجالا ونساء. مسرحية «ما نا غير ولية»، الذي كان لجمهور سلا الحظ الأكبر في الاستمتاع بعرضها الأول الخاص بالجمهور يوم الأربعاء 20 أبريل 2016 بقاعة العروض محمد حجي، وذلك بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس وقافلة الفنون بسلا، تفوقت في ربح الرهان الأساس لكل عمل مسرحي متمثلا في خلق التناغم مع القاعة، التي امتلأ فضاؤها بمختلف التعابير العاكسة لتجاوب الحضور مع الفنانات، اللواتي برعن في تشخيص أدوارهن وشد القاعة لآدائهن المتميز. وتحكي مسرحية «مانا غير ولية»، لفرقة «مسارات» تحت لواء جمعية مسارات للإبداع الفني والثقافي، ضروب معاناة أربع أخوات، تصارعن من أجل الحفاظ على وصية الأم وعلى روابط الأخوة. وتواجهن ما يحبكه قدرهن من طمع وغدر وامتهان لكرامتهن وحرمة أجسادهن و اعتداء على حقوقهن وسكينتهن، من طرف ذكور المسرحية متمثلين في سمسار (العربي) وابن أخيه (أنس)، وسالم.. الاغتصاب، وخدمة البيوت، والهجرة صوب الخليج.. كلها مواضيع تحضر في حبكة العرض. وتعكس الإكراهات الحياتية، التي تعيش في ظلها الأخوات الأربع، اللواتي سيتجاوزن هذه الاختبارات الحياتية بفضل تضامنهن وإصرارهن على الحياة، لكن وبشكل أكبر بفضل تسلحهن بقيم نبيلة تربين عليها وترسخت لديهن وقاومن بها كافة صروف الحياة مهما كبرت أو صغرت حدتها. رشيدة منار، ضحى أزمي، سناء محيي الدين، بدرية عطا الله، إيمان صامط، نجحن من خلال تشخيصهن المبدع لأدوار الأخوات كما للأدوار الذكورية، في منح فرجة مميزة للجمهور السلاوي كما توفقن في تمرير رسالتهن الأساس المتوخاة من هذا العمل، ألا وهي الاحترام المتوجب لنساء المغرب، لصانعات الحياة المغربية، ولصانعات التغيير بالمجتمع المغربي في أفق إحقاق المساواة والإنصاف والعدالة الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية للرجل كما للنساء.