زج معارضو تعديل قانون العمل الفرنسي بكل قوتهم في الحركة الاحتجاجية ضد الحكومة الخميس عبر توسيع الاضرابات والتظاهرات لتشمل المرافىء والمحطات النووية مع استمرار النقص في البنزين. واندلعت مواجهات في باريس بعد الظهر بين الشرطة ومتظاهرين ملثمين على هامش تظاهرة كبيرة. وبهدف تفادي حالة من الشلل في البلاد قبل اسبوعين من مباريات كاس اوروبا-2016 لكرة القدم، اشار رئيس الوزراء مانويل فالس الى امكان اجراء "تعديلات" على اصلاح قانون العمل لكنه استبعد اي "تغيير في الاطار" او سحب النص. وقال فالس امام النواب "ليس مقبولا تعطيل البلاد والمساس بمصالح فرنسا الاقتصادية". وفي الصباح ندد بالكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) التي اتهمها "بعدم المسؤولية" وقال انه يرفض التراجع عن تعديل القانون الذي يعتبره الرئيس فرنسوا هولاند محطة رئيسية في السنة الاخيرة من ولايته. واستبعد ايضا التراجع عن البند الاكثر اثارة للغضب والذي يعطي الشركات مرونة في ابرام العقود مع موظفيها وتحديد ساعات العمل، معبرا عن موقف مخالف لوزير المالية ميشال سابان الذي طرح هذا الاحتمال. وسخر رئيس نقابة الكونفدرالية العامة للعمل فيليب مارتينيز من هذه التصريحات بقوله "ما هو موقف الحكومة اليوم؟ نحن لم نعد نعرف الى من نتوجه". واضاف "مثلما هي الحال بالنسبة الى مسائل اخرى، هذا يبرهن ان الرئيس لم يعد يتمتع بالاغلبية". ودعت الكونفدرالية ونقابة "القوى العاملة" الى التظاهر الخميس، في ثامن يوم من التظاهرات منذ مارس، للمطالبة بسحب قانون العمل الجديد الذي يعتبرون انه ينتقص من حقوق الموظفين والعاملين. وعدا عن تظاهرة باريس نظمت تظاهرات في المدن ضمت كل منها الاف الاشخاص وشهدت بعضها حوادث معزولة. وفي فوس-سورمير في جنوب شرق البلاد،صدمت سيارة حاجزا لناشطي الكونفدرالية العامة للعمل متسببة باصابة شخص بجروح خطرة، وفق مصدر في الشرطة. واعلن العاملون في المحطات النووية ال19 التي تؤمن 75% من الكهرباء الاضراب وخفضت عشر منها انتاجها، وفق الكونفدرالية التي دعت الى تعميم المواجهة. وقالت متحدثة باسم النقابة "سيتعين استيراد الكهرباء" لكن هيئة التوتر العالي قالت انه لا توجد مشكلة في تزويد البلاد بالكهرباء. وباتت فرنسا مضطرة الى استخدام مخزونها الاحتياطي الاستراتيجي من الوقود بسبب تعطيل العمل في العدد الاكبر من مصافي ومرافىء النفط. ولم يستبعد مانويل فالس توقيف موظفين في المصافي الخمس التي توقفت او تعمل ببطء من اصل ثماني مصافي في البلاد. وتحسن تزويد نحو 12 الف محطة بالوقود في عموم فرنسا ولكن لا تزال 20% منها تعاني من نقص تام او جزئي مقابل الثلث الاربعاء. وقال اتحاد الصناعات النفطية ان اقبال الناس على محطات الوقود تراجع. ولكن لا يزال ايصال النفط متعثرا بسبب توقف العمل في معظم المرافىء وفق الكونفدرالية العامة للعمل ولا تزال هناك طوابير انتظار امام بعض محطات الوقود. وقالت ليليان سيليار (71 عاما) التي جاءت لملء سيارتها في محطة وقود جنوبباريس "هذا تعد على الحريات، سئمنا". ولم تصدر اي من الصحف عدا صحيفة "لومانيته" التابعة للحزب الشيوعي الخميس بعد ان منعت كونفدرالية العمل طباعة وتوزيع الصحف التي رفضت نشر مقال لرئيس الكونفدرالية اثار غضب اصحاب الصحف الذين اعتبرو فرض ذلك عليهم امرا "مشينا". شهدت حركة القطارات اضطرابات محدودة الخميس وكذلك حركة الطيران حيث الغيت 15% من الرحلات في مطار اورلي الباريسي. ويعتبر قطاع النقل مهما جدا مع اقتراب مباريات كأس اوروبا-2016 الذي يتوقع ان يجذب عشرات الاف الزوار. واعلنت النقابات عن اضرابات جديدة في قطاع النقل ولا سيما اضرابات محدودة في باريس ابتداء من 2 و10 يونيو يوم افتتاح المباريات. واعلن عن يوم تعبئة تاسع في 14 يونيو على ان يقتصر الحشد فيه على باريس. ضاعف معارضو قانون العمل الجديد التظاهرات التي بدأت في مارس وشهدت صدامات. وبلغت التعبئة ذروتها في 31 مارس، اذ خرج 390 الف متظاهر في ذلك اليوم بحسب الشرطة، بينما قال المنظمون ان عددهم بلغ 1,2 مليون. بعدها شهدت التعبئة تراجعا في ابريل، غير انها تكثفت من جديد في 19 مايو عندما شارك فيها ما بين 130 الفا و400 الف شخص.