لن يكون بمقدور الصحافيين، الراغبين في تغطية حفلات النجم العراقي كاظم الساهر في الدورة ال15 لمهرجان "موازين إيقاعات العالم"، القيام بهذه المهمة. وذلك، بعد أن قررت الجهات المنظمة التضحية بهذه الفئة بعد أن بيعت بالكامل التذاكر الخاصة بحفلات الساهر بمسرح محمد الخامس، سواء حفل الافتتاح المقرر يوم الجمعة 20 ماي 2016، وحفلي يوم الخميس 27 ماي 2016. وعللت مصادر متطابقة هذا القرار بالرغبة في تلافي الازدحام المحتمل، مثلما وقع السنة الماضية في حفلي اللبنانية ماجدة الرومي، بالنظر إلى الجماهيرية الكبيرة، التي يحظى بها الفنان العراقي بالمغرب. كاظم الساهر، الذي اختار منذ سنوات طويلة الاستقرار بالمغرب، أكد في ندوة صحافية عقدها يوم الأربعاء 18 ماي 2016، عمق العلاقة، التي تربطه بالمغرب والمغاربة. وزاد موضحا أن جمهوره المغربي يتبعه حيثما يكون، وساق دليلا على ذلك حفله الأخير بصالة الفيلارمونيا بباريس قبل أيام حيث قال :"بالقاعة، تعالت بين الفينة والأخرى زغاريد وتهليلات على الطريقة المغربية مما أكد لي أن المغاربة كانوا ضمن الحاضرين في الحفل. وقد أسعدني الأمر كثيرا". وإن نفى الساهر إقدامه على طلب الحصول على الجنسية المغربية، مثلما راج في الصحافة المغربية، فإنه أكد على "أن الحصول على الجنسية المغربية شرف كبير لي لأني أحب هذا البلد، الذي قدمت إليه في 1997، واستقدمت بعدها والدتي ثم خالتي. وكلتاهما ارتاحتا في الاستقرار هنا. أنا أحب المغرب حبا عميقا". ومن منطلق مهنته كموسيقي، فإن كاظم الساهر، المعروف عليه الاشتغال على الألوان الموسيقية المتعددة عبر العالم، هو شديد الاهتمام بالموسيقى المغربية، التي قال إنها "غنية بتنوعها وتعدد روافدها مما يجعلها رائعة جدا". وزاد موضحا أن من الضروري أن يشتغل الفنانون المغاربة سيما الأصوات المهاجرة والمستقرة بالدول العربية على "استثمار التراث الموسيقي المغربي والترويج له". وفي هذا السياق، نوه بعدد من الأصوات المغربية الشابة، التي نجحت في أن تخلق لها موطء قدم على الساحة الغنائية العربية، وخص تحديدا بالذكر أسماء لمنور، الذي وصف صوتها ب"القوي والجميل". الندوة الصحافية، كانت مناسبة، أيضا، ليستعرض الساهر بعضا من ملامح مساره الحافل، وهو يشدد على أنه اشتغل بمثابرة وعمق على ألوان وأساليب موسيقية مختلفة وغنى مواضيع وقضايا متعددة تتوزع بين الرومانسية والعاطفية والكلاسيكية والأوبرالية .. لكنه، أوضح بدرجة كبيرة أن رسالته الأساسية تمحورت حول الغناء للسلام والمحبة. واعتبر الساهر أغنيته الأخيرة "مالي خلق"، التي جمعته بأطفال مشاركين في برنامج المواهب "ذوفويس كيدز" الذي كان واحدا من أعضاء لجنة تحكيمه إلى جانب كل من المصري تامر حسني واللبنانية نانسي عجرم، (اعتبرها) تندرج ضمن صلب مشروعه الفني، الذي يراهن على نشر السلام والدعوة إلى المحبة، والترويج للصورة الحقيقية للمسلم وللعربي، كمواطن عالمي من أبرز خصاله القدرة على الاندماج والنجاح في مواطن الهجرة. وأضاف أن هذه الواجهة ضرورية لمقاومة المد الإرهابي الهمجي، الذي يشوه الدين الإسلام والثقافة العربية. كاظم الساهر، الذي وصف نفسه ب"العاطفي"، اتخذ قرارا إنسانيا هاما بخروجه من لجنة تحكيم "ذوفويس كيدز"، وذلك لرفضه أن يكون مصدر معاناة للأطفال المشاركين في البرنامج. وأوضح الساهر، في هذا السياق، "تألمت كثيرا لمعاناة الأطفال من خلال الزج به في مسابقة لا يستوعب حقيقة أنها مجرد تجربة تحتمل الفشل والنجاح. وكانت هناك حالات نفسية صعبة لأطفال تم إقصاؤهم من البرنامج". وقال إن عودته إلى لجنة تحكيم هذا البرنامج مشروطة بإلغاء الطابع المسابقاتي للبرنامج، وتحويله لبرنامج يكرم الأصوات الصغيرة الموهوبة.