عادت حرب الترشيحات لتعكر صفو حزب الحركة الشعبية من جديد، على أن الخلاف هذه المرة سيكون بين وزيرين من الحزب، حول من سيترشح في دائرة خريبكة. ففي الوقت الذي يتمسك وزير السياحة لحسن حداد « بشرعية » نصرته من قبل لجنة للمنسقين الحركيين في دائرته الانتخابية، عاد الوزير المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الادارة محمد مبديع ليضع « فيثو » على أي ترشيح للحسن حداد في المنطقة تحت يافطة أن ترشحيات حزب الحركة الشعبية للانتخابات التشريعية القادمة لا بد أن تمر عبر تزكية من لدن المنسق الاقليمي للحزب. واعتبرت مصادر من داخل حزب الحركة الشعبية أن الاجتماع الذي عقده المستشارون الحركيون يوم الثلاثاء الماضي حسم في تزكية لحسن حداد على رأس لائحة مرشحي الحزب في خريبكة، على أن الأمر لم يرق، بحسب ذات المصادر لمحمد مبديع ومن يريد قطع الطريق على ترشح حداد لانتخابات السابع من أكتوبر. في نفس السياق اتهمت هذه المصادر محمد مبديع بالقيام بحملة انتخابية في موسم « الفقرا » ضد لحسن حداد زميله في الحزب وفي الحكومة. وينتظر أن تكون آخر دورة للمجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية، قبل الدخول في غمار انتخابات السابع من اكتوبر، والتي عقدت يوم أمس الأحد قد حسمت في الجدل المحلي بين مبديع وحداد حول من سيترشح في دائرة خريبكة، التي تشكل قاعدة الوزير حداد الانتخابية. على أن مصادر قيادية ثانية اعتبرت أن موضوع الصراع الانتخابي بين لحسن حداد ومحمد مبديع ليس سوى واجهة صراع استباقي بين الرجلين حول الأمانة العامة للحزب المنتظر أن تندلع مباشرة بعد الانتخابات التشريعية، مصادر الجريدة اعتبرت في نفس السياق أن خطة مبديع تقضي بإقصاء تدريجي للحسن حداد من الواجهة القيادية لحزب الحركة الشعبية قبل الانتخابات التشريعية حتى لا يتمكن في سياق ثاني من مواصلة الطموح والترشح نحو الأمانة العامة. واجهة الصراع التي تدور رحاها بين أقوى المرشحين لخلافة امحند العنصر على رأس الأمانة العامة للحزب، لازالت انتخابية في هذه المرحلة، ففي الوقت الذي يتمسك فيه لحسن حداد بكون ترشيحه لتمثيل دائرة خريبكة في مجلس النواب القادم، تدعمها ديمقراطية تجلت في التصويت بالاجماع من لدن مستشاري الحركة الشعبية على تزكية « طموح » ابن منطقتهم، لازال الوزير محمد مبديع متسمكا باحترام المساطر في الترشحيات لعضوية مجلس النواب، ما يعني استيفاء شروط تقنية لاعتماد ترشيح حداد في المنطقة، على أن هذه الشروط هي مكمن التخوف لدى الطرف الثاني (لحسن حداد) الذي يخشى الاختباء وراء المساطر لاقصاءه نهائيا من الترشح لا لانتخابات السابع من أكتوبر وحدها بل حتى من الأمانة العامة للحزب التي يعول عليها كثيرا، خاصة بعد أن انسحب في السباق الماضي.