جهة مراكش تحتل الصدارة ب60 في المائة من مجموع الحالات المسجلة وطنيا وتسجل ما بين 14 و15 ألف حالة لسعة عقرب سنويا توجد بالمغرب 32 نوعا من العقارب أخطرها بجهة مراكش وعلماء المجال لم يتوصلوا بعد إلى اكتشاف مصل مضاد لسم العقارب والعلاجات ترتكز بالأساس على العلاج العرضي مع ظهور تباشير فصل الصيف بدأت المصالح الصحية تأخذ كامل استعداداتها، وتعد العدة لمواجهة تداعيات حرب من نوع آخر ضد سم لسعات العقارب بكل ما تحمله من خسائر وما تسجله من إصابات في صفوف ضحاياها من المواطنين البسطاء. أعلنت حالة استنفار كبيرة لمواجهة هذا «الخطر المحدق»، حيث أكد الحسين الوردي بأن مجهودات «الإنقاذ» تتقاسمها وزارة الصحة مع قطاعات حكومية أخرى والجماعات القروية، والمنتخبون والمنظمات غير الحكومية، دون إغفال طبعا إشراك الساكنة الموجودة بمحيط استهدافات «غارات» المهاجمين. يوم الجمعة المنصرم دقت ساعة الصفر وأطلقت صافرة الإنذار من مدينة مراكش إيذانا بتفعيل «المضادات الدفاعية»، فأعلن وزير الصحة عن الانطلاقة الرسمية للحملة الوطنية لمحاربة لسعات العقارب تحت شعار: «لنحمي أنفسنا من لسعة العقرب». الخطة الدفاعية المعلنة راهنت في تفاصيلها على تحسين خدمات التكفل بالمصابين والحد من عدد الوفيات في صفوفهم، من خلال عدة إجراءات اتخذتها وزارة الصحة بتنسيق مع المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية: – تعزيز حصص التكوين المستمر في مجال محاربة لسعات العقارب لفائدة مهنيي الصحة. -اقتناء الأدوية الضرورية لعلاج التسمم بلسعة العقرب، من طرف المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، ووضعهم في علب (عبارة عن مجموعة تركيبية ما يسمى ( Kits de prise en charge des envenimations scorpioniques من أجل إرسالها إلى مستشفيات كل جهات المغرب مع كميات كافية خصوصا إلى الأقاليم المتضررة بهذه الآفة. (توزيع حوالي 1000 وحدة سنويا). – توعية وتحسيس المواطنين، بتنسيق مع السلطات المحلية والجمعيات، بضرورة الإسراع بنقل الأطفال إلى المستشفى، وقد وفرت الوزارة لذلك الوحدات المتنقلة للمستعجلات والإنعاش المجهزة والمروحيات الطبية، خاصة بالنسبة للمناطق النائية والصعبة الولوج، وعدم استعمال بعض العلاجات التقليدية التي هي مصدر تأخير نقلهم وولوجهم للعلاج. – تعميم الحملات التحسيسية في المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني. وتكثيفها بالعالم القروي ومنح الأكاديميات الوسائل الديداكتيكية لإنجاز هذه الحملة. إجراءات تعكس هاجس الخوف من تداعيات «هذه الحرب» التي تشنها «جيوش العقارب» والتي بلغت خسائرها حسب وزير الصحة حدود 30 ألف لسعة يتم تسجيلها سنويا بمختلف أقاليم وجهات المملكة خاصة بالمناطق القروية، مع الإشارة إلى أن نسبة الوفيات داخل المستشفيات تقلصت من 1,5 حالة وفاة في كل مائة حالة إصابة سنة 1990 إلى 0,2 حالة وفاة في كل مائة حالة إصابة حاليا، مما يعني انخفاض الوفيات بعشر مرات، وهي النتائج التي تبقى دون الطموحات الرامية إلى بلوغ «صفر وفاة». علما بأن جهة مراكشآسفي تسجل لوحدها ما بين 14 و15 ألف حالة لسعة عقرب سنويا، أي بنسبة تصل إلى حوالي 60 بالمائة من مجموع الحالات المسجلة على الصعيد الوطني والتي تناهز 26 ألف حالة سنويا، كما بلغ عدد وفيات الأطفال بفعل لسعات العقارب 15 طفل العام المنصرم وهي أقل نسبة مسجلة منذ نحو 15 عاما. خبير مستشار بالمركز الوطني لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية أكد ل«الأحداث المغربية» بأنه يوجد بالمغرب نحو 32 نوعا من العقارب، تختلف خطورة سمومها باختلاف أنواعها، ويصنف النوع المتواجد بجهة مراكش من أخطر الأنواع، مع الإشارة إلى أن 1 من بين عشرة لسعات تكون سامة وقاتلة. المسؤول الطبي المذكور، نبه إلى أن علماء المجال لم يتوصلوا بعد إلى اكتشاف مصل مضاد لسم العقارب، و أن المراكز الصحية والمستشفيات ببلادنا كانت تتوفر على نوع من المصل قبل سنة 1999، تبين فيما بعد بأن مضاعفاته كانت تتسبب في أضعاف الوفيات في صفوف الأطفال الذين يموتون جراء لسعات العقارب، وبالتالي فإن الأبحاث لاتزال جارية على قدم وساق، وأن عددا من الدول بينها إسبانيا، المكسيك والدنمارك تتعاون مع المغرب من أجل تصنيع مصل مضاد لسم هذه الحشرات القاتلة. أما بالنسبة للإسعافات والعلاجات المعتمدة في التعاطي مع ضحايا لسعات العقارب، فقد أشار الخبير الطبي إلى أن العلاجات ترتكز بالأساس على العلاج العرضي الذي يتم من خلاله إنعاش الحالات الواردة على المستشفيات بالسيروم والأدوية التي تساعد القلب على تجاوز حالة الوهن والصمود للقيام بوظيفته المتجلية في ضخ الدم لحين زوال مفعول السم. ونوه المسؤول الطبي إلى أن السم الذي تنفثه العقرب في جسم المصاب يسري بسرعة كبيرة باتجاه القلب مما يؤدي إلى إصابة الأخير بالوهن والضعف والعجز عن أداء مهامه في ضخ الدم، الأمر الذي يؤدي لحدوث الوفاة، لتبقى بذلك الطرق التقليدية المشهورة في التعاطي مع ضحايا هذه اللسعات من قبيل وضع الثلج على مكان اللسعة أو حزم مكان اللسع بواسطة ثوب، غير ذات فائدة أو جدوى بالنظر لسرعة سريان السم في جسم الإنسان، ومن ثمة تبرز أهمية الإسراع بنقل المصاب اتجاه المؤسسات الصحية والمستشفيات. إسماعيل احريملة