أشادت هولندا، التي ترأس حاليا بكيفية مشتركة مع المغرب المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ، بالمقاربة التي تنهجها المملكة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب . وقال وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز في تصريح له على هامش انعقاد الاجتماع التاسع للجنة تنسيق المنتدى العالمي لمكافحة الارهاب أمس الاربعاء ، في لاهاي ، "لدي تقدير كبيرة للمقاربة التي ينهجها المغرب في مجال مكافحة الإرهاب ، حيث هناك الكثير من الوقاية والأفكار الهادفة الى الحد من التطرف". كما نوه رئيس الدبلوماسية الهولندية بكون هولندا والمغرب، الشريكان المهمان في هذا المجال ، يشاركان في رئاسة هذا المنتدى العالمي الذي يعد بمثابة فضاء لتبادل الأفكار وأفضل الممارسات في مجال مكافحة التطرف الديني والإرهاب الدولي. وبعد أن ذكر بأن مكافحة الإرهاب قضية تشغل المجتمع الدولي ، أكد كوندرز على أهمية تكثيف الجهود الدولية من أجل جعل العمليات الهادفة الى القضاء على هذه الآفة أكثر فعالية مركزا بشكل خاص على ضرورة تعزيز جانب الوقاية ومكافحة التطرف في المجتمع ، وكذلك تدعيم الثقة المتبادلة بين الشركاء في المنتدى. وتميز الاجتماع التاسع للجنة تنسيق المنتدى العالمي بتسليم الرئاسة المشتركة للمنتدى من تركيا الى المغرب بحضور وفد مغربي برئاسة الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة. وقد تم اختيار المغرب بالإجماع لتحمل هذه المسؤولية الكبرى ، التي تتمثل في الرئاسة المشتركة للمنتدى خلال الاجتماع السابع للجنة تنسيق المنتدى الذي عقد في ماي 2015 بالدوحة ، بعد فترة انتقالية تحمل مسؤوليتها بكيفية مشتركة هولنداوتركيا. وقد تم انتخاب هولندا بدلا من الولاياتالمتحدة العضو المؤسس للمنتدى. ويتكون المنتدى العالمي لمكافحة الارهاب من أكثر من 30 عضوا بالإضافة إلى دول ومنظمات دولية شريكة من بينها الأممالمتحدة . ويجتمع في إطار المنتدى بشكل منتظم مسؤولون وخبراء في مجال مكافحة الإرهاب. وتتمحور أنشطة المنتدى حول ست مجموعات عمل تتعلق بمنطقة الساحل ، والقرن الأفريقي، والعدالة الجنائية وسيادة القانون ، والاعتقال وإعادة الادماج ، ومكافحة التطرف العنيف والمقاتلين الإرهابيين الأجانب. وتم أمس الأربعاء بلاهاي تسليم الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب من تركيا إلى المغرب وذلك بمناسبة انعقاد أشغال الدورة التاسعة لاجتماع لجنة تنسيق هذا المنتدى بحضور ممثلي الدول الأعضاء. وسيضطلع المغرب جنبا إلى جنب مع هولندا، التي تحل محل الولاياتالمتحدة برئاسة هذا المنتدى الذي يجمع صناع القرار والخبراء من البلدان الشريكة الرئيسية في مختلف المناطق لتبادل الأفكار وأفضل الممارسات لقطع الطريق على التطرف الديني والإرهاب الدولي. وفي مداخلة له بالمناسبة قال الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة ، إن المملكة المغربية تتشرف بتحمل هذه المسؤولية الثقيلة ، مؤكدا أن الرئاسة المشتركة المغربية الهولندية هو تتويج لتعاون مثمر ضمن فريق عمل ضد المقاتلين الإرهابيين الأجانب . وبعد أن أثنى على الجهود التي بذلتها كل من الولاياتالمتحدةوتركيا ، البلدان الرائدان في مجال مكافحة الإرهاب التي جعلت من المنتدى منصة مفيدة وضرورية في هذا الموضوع ، رحب السيد بوريطة بالثقة التي وضعها أعضاء المنتدى في المغرب وهولندا ، اللذان سيعملان على تعزيز العمل المشترك. وقال بوريطة إن " الاضطلاع بهذه المسؤولية يعكس التزاما واضحا ، ومحددا وبناء للمغرب في مجال مكافحة الإرهاب ، تنفيذا للتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس ". وأضاف الوزير أن هذه الرئاسة المشتركة تترجم عمق وأصالة التزام المغرب لتنفيذ أهداف المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب وإيمانه بأن الحرب ضد الإرهاب هي مسؤولية المجتمع الدولي بأسره. كما أن هذا الامر ، يقول بوريطة ، يعزز عزم المملكة على المساهمة بفعالية في تعزيز قيم الانفتاح والحوار والتعاون وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة في هذا المجال. وركز بوريطة أيضا ، على الجهود التي يبذلها المغرب في هذا السياق ولاسيما رئاسته المشتركة لفريق العمل الخاص بالمقاتلين الأجانب ، والمبادرة المشتركة مع الولاياتالمتحدة بشأن أمن الحدود. وذكر الوزير أن المغرب نظم أيضا عشرة أنشطة للمنتدى المتعلقة بمجموعات عمل دولة القانون ، والساحل والمقاتلين الأجانب بالإضافة إلى الاجتماع الخامس للجنة التنسيق للمنتدى العالمي. كما دعا الوزير إلى تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة لتحسين التعاون داخل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب وغيرها من المحافل المماثلة للتصدي للتحديات التي تفرضها المعركة ضد الإرهابيين. وأكد السفير التركي تونك أوغدول ، المنتهية ولايته للرئاسة المشتركة للمنتدى ، الذي استعرض الإجراءات التي اتخذتها بلده خلال رئاستها للمنتدى العالمي لمكافحة لإرهاب بالتعاون مع الولاياتالمتحدة وشركاء آخرين ، أن المغرب هو شريك لتركيا في العديد من المجالات بما في ذلك مكافحة الإرهاب. وأعرب عن ثقته بأن شراكة جيدة وقوية بين المغرب وهولندا ستعزز عمل المنتدى وتدعم الإنجازات التي تحققت على مدى السنوات الخمس الماضية. وجدير بالذكر أن المغرب ، الذي تم انتخابه بالإجماع للرئاسة المشتركة لهذا المنتدى خلال الدورة السابعة لاجتماع اللجنة التنسيقية للمنتدى ، المنعقدة في شهر ماي 2015 بالدوحة، سيضطلع بهذه المسؤولية بعد فترة انتقالية ترأستها بشكل مشترك كل من هولنداوتركيا. ويضم المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب 30 عضوا ، فضلا عن عدد من الدول والمنظمات الشريكة من بينها الأممالمتحدة، ويجتمع ضمنه ، بشكل دوري، صناع قرار وخبراء في مجالات حيوية لمكافحة الإرهاب ينتمون لمختلف المناطق.