"جند الأندلس" فرضوا جزية قدرها 10 أورو على المصلين بمسجد "م.30″ لبناء تنظيمهم كشفت التحريات والتحقيقات التي تجريها السلطات القضائية الإسبانية، مع عناصر من خلية "جيش الأندلس" المفككة أواخر سنة 2014، عن اعتماد هؤلاء على جمع تبرعات ومساهمات مالية، من مجموعة من المغاربة والمسلمين بالعاصمة مدريد، تحت يافطات مختلفة. وأشارت المعلومات الواردة في التحقيقات، أن زعيم الشبكة الذي كان يدير شؤون المسجد بمعية بعض المعتقلين الآخرين، كانوا يفرضون "جزية" على المصلين من مرتادي المسجد المسمى "م.30″ المتواجد بالعاصمة مدريد، بحيث يؤدون 10 اورو لكل منهم بدعوى تدبير شؤون المسجد وتسيير أموره وكذلك تجهيزه. العشر أورو التي كان يؤديها المصلون بشكل شهري تقريبا، اعتقادا منهم بكونهم يساهمون في تدبير شؤون المسجد، كانت توجه لتجنيد وإرسال مقاتلين لمناطق النزاع، خاصة لسوريا والعراق والإنضمام لداعش مباشرة، بحيث مكنت تلك المساهمات العناصر المعنية، من توفير اللوجيستيك الكافي للمقاتلين الذين تم إرسالهم لتنظيم الدولة، في مختلف بقاع النزاع بإفريقيا وآسيا. وكانت السلطات الأمنية الإسبانية، قد فككت شبكة ما يسمى ب"جيش الأندلس"، أواخر سنة 2014، واعتقلت خلال ذلك ثمانية أشخاص، من بينهم أربعة مغاربة، إسبانيان، بلغاري وأرجنتيني، ثبت انتمائهم لتنظيم الدولة الإسلامية، وجمعهم أموال وتبرعات لفائدتها، وكذلك استقطاب مقاتلين وتجنيدهم وإرسالهم إلى سوريا والعراق ومناطق أخرى. ومن بين الأسماء المهمة في التنظيم المفكك، نجد إسم محمد خلوق، الذي عثر بحوزته لحظة اعتقاله على مبلغ يزيد عن 1500 أورو، متحصلة مما يجمعه من المصلين بالمسجد، وعثرت بحوزته بمنزله حيث كان يخفيها، وأكد خلال التحقيقات أن مصدرها ما يتم جمعه من المصلين مرتادي المسجد المذكور. وأبرزت المحادثات الهاتفية التي كان يجريها خلوق، مع بعض الاشخاص من عناصر الشبكة أو غيرهم، أنه يتم جمع اموال من المصلين بقدر يصل ل 10 أورو لكل مصلي، بهدف تجنيد مقاتلين وتمكينهم من السفر إلى تركيا ومن تم يتولى الآخرون عملية ترحيلهم وتهريبهم لحيث يريدون لداخل التراب السوري أ والعراقي، بهدف الإلتحاق بمعسكرات التدريب أولا. المجموعة الموقوفة والمكونة من ثمانية أشخاص، لازالت ضمن مراحل التحقيق التفصيلي لدى القاضي المكلف بقضايا الإرهاب، وينتظر أن تدخل قضيتهم ردهات المحاكمة بداية يونيو المقبل، حيث تطالب النيابة العامة، بعقوبات تصل إلى ثمانية سنوات بالنسبة لغالبية المعتقلين، ورفعت مطلبها ل 11 سنة بالنسبة للزعيم المفترض للشبكة المغربي المدعو لحسن القصريين، بسبب قيامه أيضا بعمليات تزوير لوثائق رسمية بهدف تمكين أشخاص من العبور إلى تركيا ومغادرة التراب الإسباني بهويات مختلفة عن الحقيقة. المجموعة المسماة "جند الأندلس" كانت قد تأسست سنة 2011، هدفها كان بالأساس تجنيد وإرسال مقاتلين "جهاديين" لمناطق النزاع بمختلف الدول التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة، وخاصة تنظيم داعش، حيث تمكنت من إرسال مجموعة من الأشخاص، غالبيتهم من أصول مغربية وجنسية إسبانية أو غيرها، بعض منهم قاموا بعمليات انتحارية وقضوا في معارك مختلفة، وكانوا يعتمدون في ذلك على سلطتهم الدينية المستمدة من تسيير مسجد "م.30″. ومن الأسماء البارزة الذين جندتهم الشبكة وارسلتهم للقتال نجد بلال الحايك وعبد اللطيف المرابط الذين قضيا في معارك إدلب في 2012 خلال قتالهم لجانب جبهة النصرة، أيضا هناك إسماعيل أفلاح والذي هو شقيق محمد أفلاح، أحد انتحاريي منزل ليغانيس بالعاصمة مدريد سنة 2004، والذي قتل في معارك ضارية بالعراق لجانب داعش. وضمن مجموعة إسماعيل أفلاح كان هناك مقاتلين آخرين تم تجنيدهم، من بينهم هشام الشنتوف الذي كان إماما لمسجد يونكيرا بكوادلخارا، فيما تم اعتقال مجندين آخرين كانوا على وشك الرحيل ويتعلق الأمر بكل من دافيد سناتي، عمر الحراشي، محمد أمين عبو، ومحمد أسامة أضرابو. ويعتبر الحرشي العنصر الاساسي في الشبكة، والمنظر الديني لها، وبصيغة اخرى كان أمير هاته المجموعة. وكان الحراشي قد اعتقل بكوانتانامو قبل ذلك، كما اوقفته السلطات المغربية وأمضى فترة سجنية بالمغرب قبل ان يعود مجددا لإسبانيا ليدير المسجد المذكور، وكانت له علاقات مع بعض الاسماء المعروفة بتطرفها بإسبانيا وبسبتةالمحتلة، وحتى بالمغرب. حيث كان يدير تحركات المجموعة ويتابعها، تحت يافطة جند الأندلس، والذين كانوا قد أصدروا مجموعة فيديوهات وبعض الأشرطة السمعية، وكتابات يحذرون فيها إسبانيا ويهددون بتحرير سبتة ومليلية والأندلسن وإخضاعها للخلافة الإسلامية. مصطفى العباسي