هو رجوع الى الاصل من أجل تلمس وتحسس الموروث الثقافي المغربي الأصيل،ونبش في الذاكرة المغربية الحية المبنية على أسس متينة،محصنة بتعايش إنساني كوني، بناها وأسس ركائزها المواطن المغربي باختلاف انتماءاته الاتنية ،الإيديولوجية و الدينية. رجوع إلى الزمن الجميل،هوما أراده الساهرون على برنامج "نغنيوها مغربية" من خلال اختيار ذكي لتيمة الفن "الشكوري" والإحتفاء به،لمد جسور التاخي والتعايش.وبالتالي البرهنة على أن المغاربة عبر التاريخ ومازالوا ناس محبة وتسامح. هذا النوع من الفن الاصيل ،يعبر عن فترة انتعاش فني،مزج بين الملحون والاندلسي والشكوري والشعبي والغرناطي، والحساني والامازيغي والكناوي،امتد عبر تراب المملكة المغربية ،من طنجة الى لكويرة. هي إذن رسائل غير مشفرة،وجهها القائمون على برتامج"نغنيوها مغربية" من خلال حلقة يوم السبت 9 ابريل 2016 المخصصة للاحتغاء بفن "الشكوري" الشعبي،الذي يمتاز بسلاسة جمله الموسيقية وايقاعاته المغربية الرائعة والفريدة وكلماته العذبة الحساسة،التي تحكي عن الغرام والحب والاخاء.وهو كذلك فن متأصل،يمتح من جذوره المغربية اليهودية. ويستعيد تفاصيل تجربة التعايش الديني في بلاد الأندلس، الموطن الأصلي لهذا الصنف من الطرب. . وتعود أصول انتشار الغناء اليهودي ، أومايسمى بفن "الشكوري" في المغرب يالتحديد وباقي بلدان الشمال الأفريقي، كالجزائر وتونس، بعد حملات التهجير المسعورة التي تعرض لها اليهود والمسلمون ابان سقوط الحكم الاسلامي ومعها الأندلس. حيث أقامت جالية من اليهود الأندلسيين في المغرب، حاملة معها مور وثا يهوديا متميزا في التأليف والغناء الموسيقي. "نغنيوها مغربية" اختار فقراته بشكل رائع ،كأنه ينبهنا إلى أن المغاربة يهودا ومسلميين، معنيُون للاعتناء بهذه الذاكرة الموسيقية الفريدة، التي أبدعتها الأجيال السابقة،والحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار ،وتربية الجيل الجديد على النهل من موروثه الثقافي،حتى لايفقد هويته. البرنامج الذي تقدمه القناة الثانية ،تجربة رائدة تقدمه الفنانة الخلوقة ابتسام كتيبة ويعده الباحث عبد السلام خلوفي،حاول نفض الغبار على اغاني من مثيل "ايلي ياوعدي الالة"،"زينك ماشاء الله" شوفوا لزين اه" اياي كون عندي لملاين"،:ماتبكيش الغريب"،:هاد لحبيب غاب علي"،"داك الزين المسرار" وغيرها،والتي اداها كل من بنحاس كوهن،محمد رضا، سناء مرحاتي، بنجمان بوزغلو،عبير العابد،نهيلة القلعي وشكيب الفلالي.