لم يكن الضحية من ندماء الجاني، فلا اقتسما جلسة لاحتساء محتوى قنينة نبيذ، ولا ساهما في أداء ثمنها مناصفة عند الاقتناء واختلفا ساعة استهلاك المحتوى، أو كمية السقاية، التي استحوذ بها طرف ضد على الآخر... لم تجمعهما جلسة خمرية، وإن كانت الخمرة سببا في اقتراف الجريمة، ولم يختلفا في تفاصيل مسامرة. لكن وقائع الأحداث التي انطلقت من بوابة صغيرة بالمركز التجاري «مرجان» الحي الحسني، تقود أدراجها إلى رواق المشروبات الكحولية بهذا السوق الممتاز، كشفت عن ارتكاب جريمة قتل، فَكَكت خيوطها بعد لحظات من ارتكابها عناصر الشرطة بالدائرة 15 بالحي الحسني بالبيضاء، وراح ضحيتها شخص يبلغ من العمر حوالي 48 سنة. أما الجاني فلا تتجاوز سنين عمره ثمانية وعشرين سنة. جريمة قتل انطلقت أطوارها بعد محاولة سرقة قنينة خمر من مقتنيها، ولم يكن الجاني الذي يقطن بإقامات «البركة»، غير أخ لشقيق ثان يقبع خلف قضبان السجن، بعد أن ارتكب بدوره جريمة قتل أزهقت روح شخص آخر. كان الضحية حسب مصدر مطلع قد غادر للتو رواق بيع المشروبات الكحولية مساء أول أمس الأحد 19 فبراير الجاري، من البوابة الصغيرة للمركز التجاري المقابلة لإقامات «أم الربيع2»، يحمل بين يديه مقتنياته من الخمور، لكن شخصا ممن اعتادوا الوقوف أمام هذه البوابة لاستجداء ثمن اقتناء قنينات نبيذ، أو مضايقة المارة على الرصيف، خاصة النساء، حاول سلب الضحية قنينة النبيذ. لكن الضحية المسمى قيد حياته «نورالدين.ب» المزداد سنة 1964، الذي كان يقطن في بيت أسرته بدرب الأمل ويعمل بائعا جائلا غالبا ما كان أبناء الحي الحسني يشاهدون يحتل ركنا بشارع أفغانستان عند مختبر للتصوير الفتوغرافي. تارة يبيع السجائر بالتقسيط، وأطوارا أخرى يتحول إلى بائع للتين الشوكي “الكرموس الهندي”، حسب المواسم. أبدى الضحية مقاومة، ولم يستسلم لمن حاول تجريدة من قنينته.. استماتة الضحية دفعت الجاني «ياسين.ك» المزداد بتاريخ 1986 إلى استلال سكين من الحجم الكبير، لا يستعمل عادة إلا عند بعض الجزارة، ليسدد طعنة إلى الضحية أصابته في مقتل، بعد أن كانت تسديدة السكين باتجاه قلب الضحية. سقط «نورالدين» أرضا بعد الاعتداء ليرتطم رأسه بطوار الرصيف، وينضاف جرح خلف رأسه إلى طعنة السكين، ليدونا خاتمة حياة هذا البائع المتجول. تفاصيل الجريمة التي واكبها عنصر للأمن الخاص يعمل بالمركز التجاري، دل عناصر شرطة الدائرة 15 على الجاني الذي تم اعتقاله ب «درب الوداد» القريب من المركب التجاري، بعد أن كان في حالة سكر طافح، حيث صبطت أداة الجريمة بحوزته، ولم يكن قد تخلص منها بعد. وبعد تعرف الشاهد على الجاني، تمت إحالته على الضابطة القضائية بالأمن الاقليمي لمباشرة تحقيق مفصل، قبل إحالة «ياسين» على الوكيل العام باستئنافية البيضاء. والتهمة طبعا القتل العمد، في جريمة كان المتسبب فيها خمور تروج بأحياء شعبية تعرف كثافة سكنية كبيرة، وعلى مقربة من مؤسسة للتعليم الثانوي.