دعا المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الحكومة إلى «تعليق الاتصالات بالأمين العام ومبعوثه الشخصي، إلى حين اتضاح الرؤية بشأن هذا التغير المفاجئ في منهجية الأمين الأممي، في تدبير الوساطة بين الأطراف، والتي إنزاحت بشكل واضح عن قرارات مجلس الأمن، وميثاق الأممالمتحدة». وطالب بلاغ للمكتب السياسي صدر اليوم الخميس 10 مارس ب«عقد جلسة برلمانية طارئة لمناقشة الوضعية المترتبة عن هذه الزيارة والتعبير عن غضب الشعب المغربي إزاء هذا الانحراف، وموقفه الثابت في التمسك بالسيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية». ووصف الحزب تصرفات بان كي مون ب«الطائشة» والتي لم تتوقف عند حدود الانزياح اللفظي عن قاموس الأممالمتحدة بخصوص هذا النزاع، بل وصلت فداحتها على حد المكتب السياسي إلى «حد انحنائه أمام راية كيان وهمي غير معترف به من لدن المنتظم الدولي، مدليا بتصريحات ذات طابع دعائي ضد المغرب في منطقة عليه أن يحترم الحياد فيها، مما يشكل سابقة خطيرة في تاريخ هذه المنظمة، لا تليق بالمكانة الرفيعة والمهام السامية، التي من المفترض أن يمثلها أمين عام للأمم المتحدة». وسجل من جهة أخرى باستياء «الإنحراف الخطير الذي انزلق إليه هذا المسؤول الأممي، من خلال عدد من المغالطات اللفظية والتصرفات المتحيزة، التي شكلت استفزازا صارخا للشعب المغربي وقواه الحية، وطعنة غادرة في حق الدولة المغربية التي ما فتئت تتعاون بحسن نية مع الأممالمتحدة لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية». وأضاف البلاغ: «فضلا عن أنه تعمد في تصريحاته أثناء هذه الزيارة تجاهل المقترح المغربي، بخصوص الحكم الذاتي، الذي حظي بدعم مجلس الأمن، فإنه تطاول على الوضع القانوني للسيادة المغربية في الأقاليم الصحراوية، باستعمال توصيف "الاحتلال" متناسيا أن الوجود المغربي، لم ينعت أبدا من طرف الأممالمتحدة و المسار الأممي ب"القوة المحتلة"، سواء في أي تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أو قرار لمجلس الأمن والجمعية العامة، ومتغافلا في نفس الآن، عن دلالة مفهوم "الاحتلال"، الذي لا ينطبق بموجب قرار لاهاي ومعاهدة جنيف الرابعة إلا على "قوة محتلة تستعمر أرض دولة موجودة فعلا ،خلال نزاع دولي مسلح" ويعلم العالم بأسره أن المغرب إسترجع صحرائه من الإحتلال الإسباني، في وقت لم تكن فيه أية دولة مستقلة أخرى تطالب بعودة هذه الأقاليم الجنوبية المستعمرة، إلى سيادتها، سوى المملكة المغربية». واعتبر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، «أن تصرفات وتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، المتسمة بحالة الإنفعال، فضلا عما تشكله من خرق سافر لميثاق الأممالمتحدة، فإنها قد تؤدي إلى أجواء غير سليمة ولا تساعد بتاتا على استئناف المحادثات بخصوص هذا النزاع المفتعل، خاصة وأن المنتظم الدولي إعتبر أن الحل السياسي لهذا النزاع ،عبر مشروع الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب، جدي ويتمتع بالمصداقية».