“راه حوايج الشينوا هما السبب”... تعليق تداولته الألسن التي تتبع إصحابها أطوار حادث اشتعال النيران بشقة بالحي الحسني، وأتت على محتوياتها، في دقائق معدودة. وكانت أصابع الاتهام تشير إلى أدوات كهربائية صينية الصنع وكشفت التحريات الأولية التي باشرها رجال الأمن بمنطقة الحي الحسني، أن خيوطا كهربائية مستوردة من الصين، رديئة الجودة هي التي كانت السبب في إطلاق الشرارات الأولى التي ألهبت النيران لتأتي على مجمل أثاث الشقة. لم تقو على تحمل الصدمة التي وصلتها، بالإبلاغ عن خبر اشتعال النيران بشقتها، التي كَدَّتْ وجدت، وتحملت شظف العيش من أجل توفير تسبيقها المالي الأولي، وعندما وطأت قداماها باب الشقة، تفننت في تأثيثها متحملة مصاريف إضافية، كانت كلها تهون في سبيل الاعتناء ب «قبر الحياة» التي جمع أفراد أسرتها الصغيرة. تحملت الأقساط الشهرية، وكانت في كل الأحوال مطمئنة، لأنها استطاعت أن تمتلك مسكنا بالحي الذي شبت وترعرعت به، قبل أن تؤسس بدورها أسرة، وتغدو أما لولدين، ذكر وأنثى. غير أن رياحا غير «طيبة»، هبت نسائمها على شقة السيدة «فاطمة.ج» الكائنة بإقامات «أم الربيع2» بتراب المقاطعة الحضرية الحي الحسني بالبيضاء، فجعت الأسرة الصغيرة بحريق التهم معظم أثاث الشقة التي تفننت ربة البيت في الاعتناء بها. كانت «فاطمة» مدعوة إلى بيت أخيها، في لمة عائلية، عندما وصلها الخبر/الصاعقة الذي أنذرها باشتعال النيران في شقتها، عند تصاعد سحب دخان كثيف من الشقة. تلقت الخبر عبر الهاتف، فحلت مسرعة. وما كادت تصل إلى العمارة التي توجد بها الشقة، حتى هالها الحريق، فلم تتمالك نفسها لتسقط مغشيا عليها، فلم تع بما يحيط بها إلا بعد أن وجدت نفسها في المستشفى تتلقى الإسعافات الأولية من صدمة لم تكن لها على البال. كان سبب اندلاع النيران بشقة «فاطمة»، خيط «تمديد الكهرباء» (rallonge)، الذي كان يربط جهاز «الكمبيوتر»، مصدر الكهرباء. ولأن خيط التمديد لم يكن من الجودة لكي يظل مرتبطا بمصدر الكهرباء، سرعان ما تداعى وذاب، متسببا في اشتعال النيران، التي ساهمت في التهام أثاث الشقة، التي من حسن حظس قاطنيها أنهم كانوا خارجها. ولم تكن هذه فقط المرة الأولى التي تتسبب فيها الأدوات الكهربائية الصينية، الرخيصة الثمن، الرديئة الجودة، في التسبب في جوارث. فقبل ذلك بمدة ليست طويلا شهد أحد أحياء الوفاق بنفس المقاطعة، اشتعال النيران في محل تجاري. وكان السبب شاحن هاتف نقال، ذابت خيوطه بفعل التيار الكهربائي، فتسبب في اشتعال النيران. وقبل هذا كانت دينة الدارالبيضاء على موعد مع حادث مأساوي آخر أودى بحياة أحد باعة الفواكه الجافة والحبوب “المقلية”، بعد أن اشتعلت النيران في دكانه، عندما كان مستسلما في نومه لتتسبب سحب الدخان في اختناقه، وإزهاق روحه.