كان جمهور سينما روكسي على موعد في فترة العروض المسائية أمس الخميس مع الفيلم الوثائقي "رجاء بنت الملاح" للمخرج عبد الإله الجوهري، الذي يتنافس به على جوائز المسابقة الرسمية للفيلم الطويل. يتطرق هذا العمل إلى حياة الشابة نجاة بنسالم المراكشية التي شاركت في فيلم «رجاء» سنة 2003 للمخرج الفرنسي جاك دوايون وفازت بجائزة أحسن ممثلة أمل في مهرجان البندقية، ثم جائزة أحسن ممثلة بمهرجان مراكش في نفس السنة.
يرصد هذا الفيلم معاناة هاته الفنانة التي كانت تعتقد أنها ستصبح نجمة بعدما دخلت عالم الفن من أوسع أبوابه، لكن غياب فرصة عمل جديدة جعل حياتها تنقلب رأسا على عقب، حيث كتب لها أن تعيش تحت الأضواء لمدة قصيرة. انتقلت نجاة من الشهرة إلى الحضيض والهامش، فهي تعيش منذ 2004 تحت وطأة الفقر والظروف القاسية، حيث ستضطر للنوم في الشارع لمدة طويلة، بعدما تبرأت منها أسرتها، بسبب الإشاعات التي تم الترويج لها في محيطها، حولها ظهورها في مشاهد جنسية بفيلم "رجاء".
حاول عبد الإله الجوهري من خلال الفيلم الغوص في كواليس عالم الفن، والشهرة التي تتحول أحيانا من حلم إلى كابوس كما كان الحال في حياة نجاة التي أصبحت مشهورة في مراكش باسم "رجاء بنت الملاح"، لأنها تعيش اليوم بمفردها في سكن متواضع بالملاح. "بدأت تصوير منذ سنة 2006 ، وجاءت الفكرة بعد لقائي بنجاة التي كنت شاهدت فيلمها بمهرجان مراكش"، يقول عبد الإله الجوهري، مؤكدا على أن صديقه الكاتب والناقد الراحل مصطفى المسناوي شجعه على إنجاز هذا العمل، بينما تحمس المخرج والمنتج حميد باسكيط لإنتاج هذا العمل خلال تواجد الثلاثة بمهرجان الاسماعيلية السينمائي في مصر. هذا الفيلم حظي بإشادة معظم الفنانين والنقاد الذين شاهدوه، واعتبروا أنه يحمل رسالة قوية، ودعوة لرد الاعتبار للفنانين المهمشين وإعادة النظر في الأحكام المسبقة والقاسية التي يتم إصارها في حق بعض الفنانات لا لسبب سوى أنهن عشقن الفن، وكن جريئات في اختيار أدوارهن. جدير بالذكر أن عبد الإله الجوهري يشتغل حاليا على فيلم روائي طويل الفيلم يحمل عنوان «ولولة الروح»، عن سيناريو الكاتب المغربي الدكتور عثمان أشقرا.