لم تتصور فرقة الصقور التابعة للدائرة الأمنية بدرب ميلا أنها ستكون على موعد مع صيد ثمين، وهي تقوم بواجبها في إجلاء الطريق العام بشارع محمد السادس (طريق مديونة) لإفساح المجال لمرور الموكب الملكي عشية الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لورزازات، لتدشين مشروع نور 1 للطاقة الشمسية. فبينما كانت فرقة الصقور التابعة لهذه الدائرة، بالإضافة إلى باقي الأجهزة الأمنية التي تناط بها هذه المهمة، تطالب السيارات بالتوقف أو الركن في أماكن قانونية في انتظار مرور الموكب الملكي، أثار انتباهها الارتباك الذي طبع تحركات سائق إحدى السيارات ومرافقيه، إذ لاذ بالفرار عندما اقترب منه أحد عناصر الصقور بمعية أحد المتعاونين معه (شابة في مقتبل العمر) بينما تسمر مرافقه في المكان الأقرب إلى السائق في مقعده. العناصر الأمنية التي ارتابت في أمر السيارة، اقتربت من العنصر الثالث الذي ظل في السيارة، وطلبت منه الإدلاء بأوراق هويته متسائلة عن السبب الذي أوعز لمرافقيه بالفرار في تلك اللحظة. وبعد أن رفض الشخص المستجوب الإدلاء بأية تفاصيل عن أسباب هروب مرافقيه، قررت العناصر الأمنية الشروع في تفتيش السيارة بعد الاستشارة مع قيادتها على مستوى الدائرة الأمنية لدرب ميلا. وهنا كانت المفاجأة تنتظر الأمنيين. فقد تم العثور داخل السيارة على 11 كيلوغراما من مخدر الشيرا. تعميق البحث مع الموقوف داخل السيارة قاد إلى أحد البيوت في حي عمر بن الخطاب (درب ميلا) حيث اكتشفت العناصر الأمنية وجود كمية أخرى من نفس المخدر مخبأة داخله، بلغ وزنها 16 كيلوغراما إضافيا، أي أن مجموع الكمية المحجوزة في هذه العملية بلغ 27 كيلوغراما من مخدر الشيرا. التحريات الأولية المجراة مع المعني بالأمر أفضت إلى اعتراف الأخير كونه عنصرا في عصابة تختص في تجارة المخدرات، كما أشارت اعترافاته إلى ضلوع الهاربين في نفس العصابة. يذكر أن الأبحاث ماتزال جارية إلى حدود ساعة كتابة هذه السطور عن العنصرين الهاربين.