صادق مجلس إدارة الوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية الذي اجتمع، بداية الأسبوع، تحت رئاسة وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك عزيز الرباح، على مخطط عمل وميزانية 2016. وأوضح بلاغ للوكالة، توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الأربعاء، أن هذا المخطط يتضمن برامج جديدة، لاسيما في مجال تأهيل اللوجيستيك الحضري بعدة مدن مغربية والتأهيل اللوجيستيكي للمقاولات الصغرى والمتوسطة. وفي مجال تنمية مناطق اللوجيستيك سيتم العمل، خلال سنة 2016، على استكمال الإجراءات التحضيرية لإطلاق الشطر الثاني للمنطقة اللوجيستيكية لزناتة والإعلان عن طلبات إبداء الاهتمام لمشاريع تهيئة مناطق لوجيستيكية بجهات أخرى بالمملكة. وبخصوص تطوير المهارات في مهن اللوجيستيك، وبالموازاة مع إرساء آليات لضمان ملاءمة مستمرة للتكوين مع حاجيات سوق الشغل، يتم حاليا إعداد مخطط للتكوين في أفق 2020. ونظرا لأهمية التأطير الملائم للقطاع من حيث المعايير والقوانين، وبعد إحداث اللجنة الوطنية للمعايرة في مجال اللوجيستيك وتبني أول دفعة من المعايير المغربية في هذا المجال، ستتواصل الجهود من أجل وضع منظومة للمعايير الوطنية بهدف تحسين وعصرنة ممارسات المقاولات في مجال اللوجيستيك، وبالموازاة مع ذلك سيتم العمل على تطوير إطار قانوني خاص بهذا القطاع بتشاور مع مختلف الفاعلين المعنيين. ويتم العمل، حسب البلاغ، على إعداد عقد برنامج بين الدولة والوكالة يحدد الأهداف التي يجب بلوغها، وكذا الوسائل المؤسساتية والتنظيمية والمالية التي يجب تعبئتها من أجل ضمان تفعيل ناجع لكافة الأوراش. وتبلغ ميزانية الوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية لسنة 2016 ما مجموعه 133,6 مليون درهم موجهة لتغطية نفقات الاستثمار والتسيير. وشكل اجتماع مجلس إدارة الوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية مناسبة لاستعراض التطور تطور قطاع اللوجيستيك بالمغرب، منذ إطلاق الاستراتيجية اللوجيستيكية الوطنية في سنة 2010. وحسب الوكالة فقد عرف تنفيذ هذه الاستراتيجية دينامية حقيقية كما أن الجهود المبذولة مكنت من تحقيق مكتسبات هامة لقطاع اللوجيستيك بالمغرب، وذلك على عدة مستويات. وعلى مستوى تطور القطاع، وعلى الرغم من الصعوبات الناجمة عن الظرفية الاقتصادية، شهد سوق الخدمات اللوجيستيكية والنقل الطرقي للبضائع بالمغرب نموا هاما بين سنتي 2010 و2014، حيث انتقل رقم معاملات هذه السوق من 17 مليار درهم إلى حوالي 21 مليار درهم وهو ما يمثل نسبة نمو سنوي تبلغ 5,2 في المائة وهي نسبة تتجاوز نمو الناتج الداخلي الخام بنقطة كاملة. وبخصوص تطور نسيج الفاعلين بالقطاع، عرفت السوق الوطنية ولوج شركات دولية. كما بدأ العديد من الفاعلين المغاربة بتطوير حضورهم ومكانتهم على المستوى الدولي، لاسيما بالسوق الإفريقية ويحظون اليوم بمصداقية وثقة لدى شاحنين من المستوى العالمي وذلك بالنظر إلى التطور الإيجابي لعرض خدمات اللوجيستيك من نقل طرقي دولي وشحن جوي للبضائع وتخزين وخدمات ذات قيمة مضافة وحلول معلوماتية لمقاولات القطاع. كما تطورت الاستثمارات المنجزة بالمغرب من طرف شركات الخدمات اللوجيستيكية والنقل الطرقي للبضائع ليصل حجمها الإجمالي 5,5 مليار درهم كمعدل سنوي للفترة 2010-2014 أي بارتفاع يبلغ 30 في المائة مقارنة مع الفترة 2005-2009. وقد مكنت الاستثمارات الهامة للفاعلين العموميين والخواص من خفض ثمن كراء العقار واللوجيستيك الجاهز للاستعمال بحوالي 35 في المائة خلال الأربع سنوات الماضية، كما تضاعف عرض العقار اللوجيستيكي العصري (نوع أ وب) وبالدارالبيضاء أزيد من ثلاث مرات ليصل إلى 700 ألف متر مربع مغطى خلال سنة 2014. وإجمالا، يضيف البلاغ، وبعد ما كان المغرب لا يضم خلال سنة 2010 إلا بضعة هكتارات من المناطق اللوجيستيكية المهيأة، أصبح اليوم يتوفر على ما يقارب 550 هكتار مهيأة لاستقبال أنشطة لوجيستيكية بكل من الدارالبيضاء وطنجة وبجهات مختلفة ضمن المحطات الصناعية المندمجة. وعلى صعيد آخر، وبفضل تظافر جهود فاعلين عموميين وخواص، تطور عرض التكوين في مهن اللوجيستيك ليتضاعف حوالي ثلاث مرات وينتقل من 2500 قبل سنة 2010 إلى حوالي 7300 مقعد بيداغوجي سنة 2015. وعلى المستوى المؤسساتي، تم تعزيز حكامة القطاع عبر إحداث الوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية والمرصد المغربي للتنافسية اللوجيستيكية واللجنة الوطنية للمعايرة في قطاع اللوجيستيك واللجنة الوطنية لتنسيق التكوين بهذا القطاع. وعلاقة بإشعاع المغرب على المستوى الدولي، حسب المصدر ذاته، أصبحت الاستراتيجية اللوجيستيكية المغربية تذكر اليوم كمثال من طرف العديد من الدول والهيئات الدولية. فقد أبان المغرب عن ريادته في هذا القطاع على المستوى الجهوي كما يدل على ذلك ترتيبه في مختلف التصنيفات العالمية وانخراطه بالجمعية الأوروبية للوجيستيك كأول بلد غير أوروبي يحصل على العضوية الكاملة. كما أن اتفاقيات التعاون الموقعة في قطاع اللوجيستيك خلال الزيارات الملكية لإفريقيا وكذا النجاح الذي عرفه مؤخرا المؤتمر الإفريقي للنقل واللوجيستيك، كلها مؤشرات تدل على المكانة التي يحتلها المغرب كقطب لوجيستيكي لا محيد عنه بالنسبة لإفريقيا.