AHDATH.INFO – مراكش – خاص لم يكتب لمسيرة احتجاجية نظمها زوال أمس الأربعاء، الطلبة الأساتذة بمراكش، أن تنتهي دون تسجيل احتكاك بين المحتجين وعناصر القوات العمومية، ما حول فضاءات شارع الحسن الثاني إلى ساحة كر وفر، وسقوط بعض الطالبات والطلبة ونقلهم صوب المستشفيات لتلقي العلاجات الضرورية. بوادر الاحتقان، كانت بادية منذ الساعات الأولى من صبيحة اليوم المذكور، حين تحولت ساحة باب دكالة ومحيطها إلى ميدان إنزال أمني مكثف، انتشرت إثره طوابير سيارات مختلف القوات العمومية من أمن وقوات مساعدة، ما خلف الانطباع لدى عموم المواطنين بأن شيئا ما يتم التهييء له وأن المنطقة مقبلة على حدث غير عادي. ساعات الزوال، بدأت وفود شبابية مشكلة في مجملها من طالبات وطلبة المراكز الجهوية للتكوين في التقاطر على الساحة، والحماس والإصرار باد على الوجوه، لينخرط الجمع في وقفة احتجاجية صاخبة وتشرع الحناجر في ترديد شعارات منددة بالحكومة الإسلامية وبقراراتها التي ضربت في مقتل حق الطلبة المعنيين بولوج أسلاك التعليم وفق المعمول به بالنسبة لخريجي هذه المراكز، وإلزامية ركوبهم قطار المباراة من جديد بعد إتمامهم سنوات التكوين وحصولهم على الديبلومات والشهادات التي تثبت جدارتهم بالجلوس على كراسي الأستاذية. بعد ساعات من الاحتجاج والتنديد، غطت خلالها الأصوات كل فضاءات الساحة وسجل المحتجون موقفهم الرافض لما أسموه «المرسومين الوزاريين المشؤومين»، قرروا الانتقال بموقفهم لساحة أخرى والانتظام في مسيرة في تجاه ساحة الحارثي بالمنطقة السياحية جيليز. خطوة، سيكون لها ما بعدها حين ووجهت المسيرة بجدار فاصل يحول دونها والوصول لمبتغاها، يتشكل من عناصر القوات العمومية التي تلقت تعليمات صارمة بعدم السماح للمحتجين بإتمام مسيرتهم والحيلولة دونهم وبلوغ ساحة الحارثي. بين ثبات «أستاذات وأساتذة المستقبل» وموقفهم الهادف إلى بلوغ هدفهم والوصول بمسيرتهم إلى غايتها المحددة، وإصرار القوات العمومية على تنفيذ تعليمات رؤسائها بوقف «الزحف» غير المرغوب فيه بالنسبة للقيمين على الشأن المحلي بالمدينة، انطلق حفل تدافع وتنطع، أسفر عن سقوط بعض المحتجين ليرتفع الشعار«واك واك على شوهة، سلمية وقمعتوها». انقلب المشهد بشكل درامي، اختلطت فيه الأجساد البشرية بهياكل سيارات الإسعاف التي سارعت لنقل المصابين تجاه المستشفيات لتلقي العلاجات الضرورية، فيما ظل زملاؤهم مصرين على تنفيذ مشروعهم الاحتجاجي، قبل أن يعودوا أدراجهم لساحة باب دكالة، بعد أن تبين لهم باليقين القاطع ألا سبيل لتجاوز جدار القوات العمومية، دون خوض معركة لن تكون نتائجها النهائية قطعا في صالحهم، وتعود معها الحناجر لصب جام غضبها على الحكومة وأهلها «الحكومة زيرو، بنكيران زيرو، بلمختار زيروا بغيناهم يطيرو». وكان الأساتذة المتدربون قد نظموا في اليوم السابق وقفة احتجاجية بساحة مسجد الكتبية على مشارف ساحة جامع الفنا، مؤازين بممثلين عن بعض فعاليات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية، جاهروا خلالها بشعارات منددة بما اعتبروه «قرارات مستوحاة من أحكام قاراقوش»، ومطالبة بإسقاط المرسومين الوزاريين اللذين ينص أولهما على حرمانهم من التوظيف المباشر بعد نهاية مدة التكوين، ويُخفِّض ثانيهما المنحة الشهرية التي تصرف لهم لأقل من النصف، مع تأكيد الجمع على أنهم «مامفاكينش» مع مطلب الإسقاط. إسماعيل احريملة تصوير: عبد النبي الوراق