نددت سوريا الاثنين ب"عدوان سافر" نفذه الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن على معسكر للجيش في شرق البلاد، فيما نفى مسؤولون اميركيون قصف اي قاعدة عسكرية سورية. في واشنطن، تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد بالقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية بعد ايام على اعتداء نفذه اثنان من "انصار" تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب اعلان التنظيم، واوقع 14 قتيلا في سان بيرناردينو في ولاية كاليفورنيا. واعلنت وزارة الخارجية السورية الاثنين ان اربع طائرات من قوات الائتلاف قامت "باستهداف احد معسكرات الجيش العربي السوري في دير الزور بتسعة صواريخ ما نجم عنه استشهاد ثلاثة عسكريين وجرح ثلاثة عشر آخرين"، واصفة العملية ب"الاعتداء السافر". واوضح مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس ان الغارات استهدفت "مستودعات ذخيرة مؤلفة من مبان عدة، ومعكسر تدريب" بين "الساعة الثامنة والتاسعة مساء (الاحد)، ما احدث انفجارا كبيرا". وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل اربعة جنود، مشيرا الى ان المعسكر المستهدف هو معسكر الصاعقة في ريف دير الزور الغربي. واعتبرت الخارجية السورية ان القصف "يؤكد مجددا أن التحالف الاميركي يفتقد الى الجدية والمصداقية من اجل مكافحة فعالة للارهاب الذي اثبتت الاحداث ان لا حدود له"، مطالبة مجلس الامن "بالتحرك الفوري ازاء هذا العدوان واتخاذ الاجراءات الواجبة لمنع تكراره". ويشن الائتلاف الدولي منذ سبتمبر 2014 غارات جوية تستهدف مواقع تنظيم الدولة الاسلامية وتحركاته في مناطق سيطرته في سورياوالعراق. وتنتقد دمشق باستمرار عدم فاعلية هذه الغارات التي تجري من دون تنسيق مع السلطات السورية، بخلاف الغارات التي تنفذها روسيا بالتنسيق مع الجيش السوري منذ 30 ايلول/سبتمبر. – لا أدلة – وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إنها "المرة الاولى التي يتكبد فيها النظام خسائر بشرية جراء قصف جوي من الائتلاف"، مضيفا "لم يسبق ان تعرضت قوات النظام لاي قصف من الائتلاف الذي تستهدف غاراته مقار الجهاديين وصهاريج النفط التابعة له في دير الزور". ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية منذ العام 2013 على الجزء الاكبر من محافظة دير الزور وعلى حقول النفط الرئيسية فيها والتي تعد الاكثر غزارة في سوريا. ويسعى منذ اكثر من عام للسيطرة على كامل دير الزور، مركز المحافظة، حيث لا يزال المطار العسكري واجزاء من مدينة دير الزور بين ايدي قوات النظام. ونفى المتحدث العسكري باسم الائتلاف الدولي الكولونيل ستيف وارن ردا على سؤال لوكالة فرانس برس قصف اي قاعدة عسكرية في دير الزور. وقال "اطلعنا على التقارير السورية، لكننا لم ننفذ اي ضربات في ذلك الجزء من دير الزور امس، لذلك نرى انه ما من ادلة". واوضح ان غارات الائتلاف استهدفت منطقة "تبعد 55 كيلومترا عن المكان الذي قال السوريون انه تعرض للقصف"، مؤكدا "عدم وجود اي عناصر بشرية" في تلك المنطقة، وأن "كل ما قصفناه كان آبار نفط". ونفى ممثل الرئيس الاميركي في الائتلاف الدولي بريت ماكغورك بدوره في تغريدة على موقع تويتر قصف اي معسكر للجيش السوري، معتبرا ان "التقارير عن تورط الائتلاف خاطئة". وتتعرض محافظة دير الزور منذ اسابيع لغارات مكثفة من طائرات الائتلاف الدولي وكذلك من الطائرات الروسية، تستهدف بشكل خاص انشطة ومواقع الجهاديين النفطية. وتشكل عائدات تهريب النفط ابرز مصادر تمويل التنظيم المتطرف. واعلنت بريطانيا الخميس ان طائرات حربية تابعة لها استهدفت حقل العمر النفطي في اولى طلعاتها الجوية في سوريا ضمن عمليات الائتلاف. – اوباما والقضاء على الجهاديين – واكد الرئيس الاميركي في خطاب توجه به الى مواطنيه ليل الاحد الاثنين ان "التهديد الارهابي حقيقي ولكننا سننتصر عليه" وقال "سنقضي على تنظيم الدولة الاسلامية وعلى اي تنظيم آخر يحاول ايذاءنا". واضاف اوباما في محاولة لطمانة مواطنيه بعد اعتداء سان بيرناردينو الاسبوع الماضي، "قواتنا ستواصل مطاردة المتآمرين الارهابيين في اي بلد كان ذلك ضروريا"، مؤكدا ان "تنظيم الدولة الاسلامية لا يتحدث باسم الاسلام، انهم مجرمون وقتلة". وبدون اعلان اي تغيير في استراتيجيته لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية، اكد اوباما "علينا الا ننجر مرة اخرى الى حرب برية طويلة ومكلفة في العراقوسوريا". ويعارض اوباما التدخل بقوات برية في سورياوالعراق لعدم تكرار تجربتي افغانستانوالعراق السابقتين، على الرغم من تأكيده ارسال قوات خاصة الى هذين البلدين للمساهمة في تنفيذ عمليات محددة وموضعية ضد الجهاديين. وسارع خصوم اوباما الجمهوريين الى التنديد بعدم تضمن الخطاب اي اعلان جديد. وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين "العدو يتكيف، وعلينا ان نتكيف ايضا. لذلك كان ما سمعته هذا المساء مخيبا للامل: لا خطة جديدة، مجرد محاولة غير مقنعة كثيرا للدفاع عن سياسة محكوم عليها بالفشل".