تونس, 27-11-2015 (أ ف ب) - أعلن وزير دولة تونسي الجمعة أن "كل" الهجمات الدامية التي حصلت في تونس تم التخطيط لها في ليبيا الغارقة في الفوضى, غير مستبعد ان تعيد بلاده فرض تأشيرة على الليبيين, بعد أيام من هجوم استهدف الأمن الرئاسي التونسي وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. وقتل الثلاثاء 12 من عناصر الامن الرئاسي وأصيب 20 Bخرون, عندما هاجم حافلتهم انتحاري تونسي (26 عاما) يرتدي حزاما ناسفا يحوي 10 كيلوغرامات من المتفجرات في شارع يبعد 200 متر عن مقر وزارة الداخلية في قلب العاصمة تونس. وقال رفيق الشلي وزير الدولة المكلف الأمن في تصريح لإذاعة "موزاييك إف إم" الخاصة "كل شيء (..) يتم التحضير له في ليبيا, وقيادات المجموعات الارهابية التونسية موجودة في ليبيا". وذكر بأن منفذي هجومي ن داميي ن استهدفا هذا العام متحف باردو في العاصمة تونس وفندقا في سوسة (وسط شرق) "ذهبوا الى ليبيا وتكونوا في ليبيا ونحن نعرف أماكن ومراكز التدريب. لديهم تكوين عقائدي وتدريب عسكري". وأسفر الهجومان اللذان وقعا على التوالي في 18 مارس/Bذار (باردو) و26 يونيو/حزيران (سوسة) الماضيين عن مقتل 59 سائحا اجنبيا, وشرطي تونسي وقد تبناهما تنظيم الدولة الاسلامية. وإثر هجوم الثلاثاء فرضت تونس حالة الطوارئ في كامل البلاد لمدة 30 يوما وحظر تجول ليلي لاجل غير مسمى في العاصمة وضواحيها واغلقت حدودها البرية مع ليبيا لمدة 15 يوما. - "تحالف بين المهربين والارهابيين" - ==================================== وأفاد رفيق الشلي أن الجهاديين التونسيين يخرجون إلى ليبيا ثم يعودون الى تونس "خلسة عن طريق المهربين" و"يوم تأتيهم التعليمات والسلاح يقومون بالعملية" لافتا الى "أن هناك تحالفا بين المهربين والإرهاب" في تونس. وترتبط تونس وليبيا بحدود برية مشتركة بحوالي 500 كلم ينتشر على طولها تهريب الاسلحة والمحروقات والبضائع. وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 فوضى امنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل اكثر من عام. ومستفيدا من الفراغ السياسي وانعدام الامن المستمر, بات تنظيم الدولة الاسلامية موجودا في البلاد منذ 2014 حيث تبنى عدة اعتداءات. واضاف المسؤول التونسي "ليبيا اصبحت خطرا لذلك لا بد من اخذ الاحتياطات ويلزمنا اتخاذ قرارات جريئة منها ومبدئيا غلق المعابر (الحدودية) الرسمية, ولنا برنامج لمزيد تعزيز الحدود التونسية الليبية (..) الصحراوية وكذلك البحرية". واوضح ان قوات "الحرس البحري والجيش البحري (اصبح) عندهم تعزيزات اخرى للتحكم اكثر في خط الحدود البحرية التونسية الليبية, لأنها قريبة ويمكن أن ياتي (الجهاديون) من هناك". وقال من "الممكن كثيرا ان نعيد التاشيرة الليبية خاصة انه هناك (..) عديد من جوازات السفر في ليبيا (منها) عديد الجوازات في يد داعش والمجموعات الارهابية". واضاف "يجب ان نتخذ نحن في تونس احتياطاتنا, وهذه الاحتياطات تلزمها قرارات سياسية". واعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي يزور تونس ان بلاده التي قتل 30 من سياحها في الهجوم على فندق سوسة "واعية بالتهديد الذي تواجهه (تونس) بسبب ما يحصل في ليبيا". وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي الطيب البكوش "سنعمل معكم على الأمن الحدودي (..) لحل طويل الامد لليبيا وهزيمة داعش في ليبيا" متعهدا بمساعدة تونس على تحسين قدراتها الامنية الداخلية. - منفذ الهجوم معروف لدى الامن - =============================== وأضاف رفيق الشلي ان الانتحاري حسام العبدلي الذي فجر حافلة الامن الرئاسي "له توجه ديني متطرف" وقد سبق توقيفه وبحوزته كتب دينية (تكفيرية) و"احالته على العدالة" لكنها اطلقت سراحه. ومساء الخميس قال النقابي الامني مهدي الشاوش لتلفزيون "نسمة" الخاص ان قوات الامن داهمت في 20 اغسطس/Bب الماضي منزل (الانتحاري) حسام العبدلي وعثرت في سطحه على "برميل" يضم كتبا "تكفيرية" ووثائق تصف سياسيين تونسيين ب`"الطواغيت" فتم ايقافه لكن النيابة العامة افرجت عنه. واعلنت وزارة الداخلية امس ان العبدلي يعمل بائعا متجولا. وقررت الوزارة وضع التونسيين "العائدين من بؤر التوتر" قيد الاقامة الجبرية. واعلنت اليوم الجمعة انها طبقت هذا الاجراء على 92 تونسيا. ويقاتل أكثر من 5500 تونسي تتراوح اعمار اغلبهم بين 18 و35 عاما مع تنظيمات جهادية خصوصا في ليبيا وسوريا والعراق وفق تقرير نشره خبراء في الاممالمتحدة في يوليو/تموز الماضي اثر زيارة الى تونس. وبحسب التقرير فإن "عدد المقاتلين الاجانب التونسيين هو بين الأعلى ضمن من يسافرون للالتحاق بمناطق نزاع في الخارج مثل سوريا والعراق". ومساء الجمعة نشرت وزارة الداخلية على صفحتها الرسمية في فيسبوك صور ثلاثة تونسيين, بينهم شقيقان, قالت ان التحقيقات الامنية "اثبتت علاقتهم بتفجير الحافلة التابعة للأمن الرئاسي يوم 24 نوفمبر 2015". وطلبت الوزارة من المواطنين "الابلاغ السريع والأكيد عن العناصر الارهابية" الثلاثة.