أيام عصيبة يعيشها هذه الأيام مسؤولو المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) الذين تجندوا لتطويق فيروس «الحمى القلاعية»، الذي انتقل من منطقة دكالة إلى الشاوية، خالقا هلعا وخوفا لدى الفلاحين والكسابة، وشكل تهديدا حقيقيا لقطيع الأبقار والمواشي والدواب. لجن مختلطة وأدوية ولقاحات وآليات، إمكانات سخرت جميعها لمحاصرة هذا الفيروس القاتل، الذي خلق ارتباكا واضحا، وكان سببا في تجنيد السلطات المحلية والأمنية ورجال الدرك الملكي وأعوان السلطة وعناصر المصلحة البيطرية والمواطنين للحيلولة دون تفاقم الوضع. لم تكن مهمة المكتب الوطني للسلامة الصحية سهلة للسيطرة على فيروس «الحمى القلاعية»، نظرا لانتشاره السريع وعدم تواصل الفلاحين والكسابة مع عناصره. الشيء الذي أدى إلى الارتباك وبطء عملية المواكبة والمراقبة. بعد تطويق إحدى الدواوير التابعة لجماعة سيدي العايدي التي وصلها فيروس«الحمى القلاعية» الأسبوع الماضي ودفن كل الأبقار والمواشي المصابة، تلقت عناصر المصالح البيطرية خبر انتشاره بدوار «قبالة» التابع لجماعة جاقمة بإقليم برشيد. ليتم بعد ذلك، إعطاء أوامر صارمة للانتقال إلى عين المكان، حيث تجندت السلطات المحلية والصحية والبيطرية والأمنية لوضع كل الإمكانات لتطويق الدوار ومحاصرة مداخله ومخارجه ومعاينة الأبقار والمواشي. وبعد التأكد من إصابتها بهذا الفيروس الفتاك، أعطيت الأوامر لإبادتها ودفنها في حفر عميقة، حيث بلغ عددها أزيد من 74 رأسا من الأبقار والمواشي. مصادر عليمة، أكدت للموقع أن تدخل المصالح البيطرية والسلطات المحلية، جاء على خلفية توصلها يوم الجمعة 16 نونبر 2015 بمعلومات تفيد إصابة عدد من الأبقار بفيروس «الحمى القلاعية»، ليتم استنفار كل العناصر، حيث تحركت فرقة خاصة من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية إلى مكان وجود الأبقار والمواشي المصابة، وقامت بأخذ عينات منها وإرسالها إلى المختبر الوطني الذي أكدت نتائج التحليلات المخبرية إصابتها بفيروس «الحمى القلاعية». وعجلت بالانتقال إلى هناك، بصحبة ثلاث جرافات ووسائل طبية ومواد ومبيدات كيماوية وكمية كبيرة من مادة (الجير)، استعملتها عناصر الفرقة البيطرية في حفر حفرة بعمق ستة أمتار، قبل الشروع في عملية التخلص من الأبقار المصابة عن طريق حقنها وإبادتها ودفنها ورش مادة «الجير» عليها ثم تغطيتها بالبلاستيك والأتربة، بالإضافة إلى رش المبيدات بداخل الضيعة التي كانت تتواجد بها الأبقار والمواشي وكذا محيطها. موازاة مع هذه العملية، قامت فرق ثانية بتلقيح أبقار أخرى ووضع الضيعات المجاورة تحت المراقبة الصحية وعزلها عن باقي الدواوير على مساحة 10 كيلومترات دائرية، ومنع الحيوانات المشكوك فيها من الدخول والخروج منها وكذا المواد ذات الأصل الحيواني (اللحوم والحليب ومشتقاته). كما أعطيت التعليمات لمنع إدخال الأبقار والمواشي والدواب إلى الأسواق الأسبوعية. حسن حليم