من غرائب القناة الثانية مع نهاية السنة، ما زفته من مفاجأة لبعض صحفييها إقصاء غير مفهوم لصحفيين من وصلة غير إشهارية بثت بهذه المناسبة شارك فيها جميع المقدمين والمنشطين ممن يظهرون على الشاشة سواء كانوا تابعين لدوزيم أو متعاونين معها أوحتى منشطين خارجيين يشتغلون مع شركات الإنتاج. ومن تعذر عليه الحضور إلى مقر القناة للتصوير، انتقلت إليه الكاميرا إلى عين مكانه «كلا وزهرو» وصورت معه، بل لم ينس مهندس هذه الفكرة حتى مقدمة النشرة الجوية، شاهدناها وهي تبارك، كما بارك الآخرون للمشاهدين حلول العام الجديد. بالصدفة التقينا مع هذه الوصلة غير الإشهارية والإشهارية في الوقت نفسه، وتتبعناها حتى نهايتها، لم يظهر أي أثر لصحفيين اثنين كما قلنا. أول رد فعل أمام هذا الإقصاء، أنه يفتح الباب لطرح عديد أسئلة عن أسبابه. هل كان بسبب رفض هذين الصحفيين المرور في هذا الإعلان؟ أم ثمة نية مبيتة في إقصائهما؟ ولماذا هذين الشخصين بالذات دونا عن سواهما ؟ الصحفيان اللذان نتحدث عنهما واحد من القيدومين اشتغل لسنوات في مديرية الأخبار، وانتقل بعدها إلى إعداد وتقديم برنامج عمر لسنوات، وما يزال على الشبكة البرامجية إنه محمد خاتم. والثاني ينتمي إلى الجيل الثاني المتلحق بقناة عين السبع، وقع على أولى بصماته بمديرية الأخبار، وحلق منها إلى إعداد وتقديم برنامج «الوجه الآخر»، دون أن يقطع صلته بجسد الأخبار، إذ ظل يعود إليها بين الفينة والأخيرة لإنجار ربورطاجات في أحداث بعينيها كما وقع مثلا في تفجيرات حي الفرح الإرهابية، أو في تغطية الانتخابات التشريعية الأخيرة لخامس وعشرين نونير الماضي. وإذا اعتمدنا مقياس أرقام «ماروك ميتري» لنسب المشاهد، فبرنامجه يحقق عادة نسب مشاهدة عالية أوشكت حلقة من حلقاته الخاصة بالمواد الغذائية وشروط النظافة بلوغ ستين في المائة كنسبة للشاهدة. برنامجان بمثل هذه القيمة ويمارس التهميش في حق صاحبيهما أمر يثير أكثر من علامة استفهام حول الجهة المحركة لهذا الفعل. والسؤال يغدو أكثر إلحاحا، حينما يتكرر السيناريو نفسه في وصلة إعلانية ثانية أعادتها القناة مرارا بمناسبة توديع العام الماضي، تضمنت جميع البرامج باستثناء البرامج الإخبارية ليوم الخميس «الزاوية الكبرى» و«الوجه الآخر» و«تحقيق» أعقبتها أغنية باللغة الإنجليزية موجهة إلى المعلنين تفيد ما معناه «نحن بحاجة إليكم ودونكم لا نساوي شيئا». وفعلا في حالة القنة الثانية، إذا توقف صنبور الإشهار أصابتها السكتة القلبية. هل سقط اسم الصحفيين وبرامجهما سهوا في الإعلانيين معا؟ هل ثمة سوء نية جهة ما حاولت تمرير رسالة ما إلى محمد خاتم وحسن بنرابح. حاولنا الاتصال بالمعنيين للاستفسار عن السبب هل يكمن فيهما شخصيا أم جرى عمدا تجاهلهما وتهميشهما كأنهما ليسا من أبناء الدار؟ ظل هاتفها يرن ويرن دون جواب ليبقى السؤال مطروحا من الفاعل ومن المستفيد؟