واشنطن 7 نونبر 2015/ ومع/ سلطت الصحيفة الأمريكية الواسعة الانتشار (هافينغتون بوست)، في عدد اليوم السبت، الضوء على الحمولة الاستراتيجية العميقة والمعاني السامية للخطاب الملكي، الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس للأمة أمس الجمعة بمدينة العيون بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، مبرزة "الحماس" و"العاطفة الشعبية الجياشة" التي أثارها الخطاب والزيارة الملكية لهذا الجزء من المملكة. ولاحظت الصحيفة في مقال تحليل بعنوان "الوحدة المغربية وتنمية الصحراء: الالتزام الملكي"، من توقيع أحمد الشرعي، الناشر وعضو مجلس إدارة عدد من مراكز التفكير الأمريكية، أن "صور الفيديو تبرز مظاهرة الابتهاج والتلاحم التي أثارتها الزيارة الملكية إلى العيون، حيث خرج عشرات الآلاف من المواطنين إلى استقبال جلالة الملك". وعلاوة على الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، ذكرت (هافينغتون بوست)، التي نشرت على موقعها الإلكتروني شريط فيديو لوصول جلالة الملك إلى مدينة العيون، أن جلالته أعلن في خطابه عن سلسلة من المشاريع التنموية الهائلة بالأقاليم الجنوبية، ومن بينها تشييد خط سككي جديد وشبكات طرقية، ومطارات، بالإضافة إلى عدد من المشاريع المهيكلة في المجالات الاجتماعية والصحة والتعليم. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن البون شاسع بين التنمية على جميع الأصعدة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية حيث أن المواطنين يعتبرون وسيلة وغاية لهذه المسيرة نحو التقدم في إطار شامل من الازدهار، بينما تسود في الطرف الآخر الفظائع والقمع الذي تتجرعه الساكنة المحتجزة بمخيمات تندوف، حيث يقوم قادة (البوليساريو) باختلاس المساعدات الإنسانية الدولية على نطاق واسع للحصول على مكاسب غير شريفة، بعلم وتواطؤ من السلطة الجزائرية. ونقلت الصحيفة تساؤل جلالة الملك في الخطاب السامي حينما قال .. "أين ذهبت مئات الملايين من الأورو التي تقدم كمساعدات إنسانية والتي تتجاوز 60 مليون أورو سنويا، دون احتساب الملايير المخصصة للتسلح ولدعم الآلة الدعائية والقمعية للانفصاليين¿". ولاحظت صحيفة (هافينغتون بوست) أن "مبادرات جلالة الملك في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية تندرج في إطار استراتيجية سياسية ذات حمولة سامية، ويتعلق الأمر بالجهوية التي تضمن لسكان مختلف جهات المملكة، ومن بينها الأقاليم الجنوبية، تدبير شؤونهم بأنفسهم، وانتخاب ممثليهم بكل حرية واستقلالية". وخلصت الصحيفة إلى أن "مزايا هذه الدينامية التنموية تمثل فرصة لكل الصحراويين، بمن فيهم أولئك المحتجزين بمخيمات تندوف الذين يتمكن المئات منهم سنويا من الفرار من مخاطر هذا السجن بسماء مفتوحة"، مضيفة في هذا السياق أن خطاب جلالة الملك كان بمثابة "نداء أمل من أجل حياة أفضل في تقدم وازدهار".