كتبت صحيفة (هافينغتون بوست) الأمريكية، يوم الأربعاء، أن الطابع المتعدد الأبعاد والبراغماتي للاستراتيجية الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المندرج في إطار رؤية ملكية حريصة على إقامة شراكات مربحة للجميع، حيث يضطلع فيها العنصر البشري في الوقت نفسه بدور المحرك والغاية من أي مشروع تنموي، تشكل نموذجا يحتذى في الوقت الذي تحتضن فيه نيودلهي قمة منتدى الهند – إفريقيا 2015. وأكد أحمد الشرعي، ناشر وعضو بمجلس إدارة العديد من مجموعات التفكير الأمريكية، في مقال تحليلي، أن "جلالة الملك أطلق خلال جولته الإفريقية الأخيرة، دينامية جيدة تروم استفادة بلدان المنطقة من الخبرة التي راكمتها المملكة في مجال التنمية البشرية، لا سيما من خلال توقيع ما لا يقل عن 500 شراكة تشمل مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية، التي تهم الصحة وتطوير البنيات التحتية ودعم الحكامة الجيدة والتعليم". ولاحظت الصحيفة أن هذه الدينامية المغربية تتميز بالدور الرئيسي الذي تضطلع به الشركات المغربية، على مستوى بلورة المشاريع الواعدة في مجال التجهيزات الأساسية والاستثمارات، وكذا في القطاع البنكي والفلاحي والنقل. وأشارت (هافينغتون بوست) إلى أن "الغرب، ولاسيما الولاياتالمتحدة، يمكنهما أن يعتمدا على التجربة الإفريقية الناجحة للمغرب، خصوصا بفضل موقعه الجيو استراتيجي واستراتيجيته للتعاون متعدد الأشكال في خدمة التنمية المستدامة في القارة، ومسلسل الانتقال السياسي". وتابعت أن "المغرب، الذي يعد ملاذا للاستقرار في محيط تسود فيه الاضطرابات وأجواء عدم اليقين، قادر على الاستفادة من قوة امتداده الاقتصادي بفضل تنوع علاقاته الاقتصادية والتجارية على صعيد القارة الإفريقي، وكذا بالنظر إلى موقعه كمركز بالنسبة للاستثمارات نحو هذا الجزء من العالم، وهو ما يجعل المملكة شريكا مؤثرا بالنسبة للولايات المتحدة على صعيد القارة". من جانب آخر، أكدت الصحيفة أن المقاربة المغربية لمكافحة الإرهاب والتطرف الديني تشكل مظهرا أساسيا في الاستراتيجية الإفريقية لجلالة الملك، التي تروم تحصين شباب القارة من نداءات تجار الموت المرتبطين بالتنظيمين الإرهابيين (القاعدة) و(داعش). وخلصت الصحيفة إلى أنه "في هذا المجال، يحظى المغرب، الذي يعمل على تكوين المئات من الأئمة الأفارقة، بالمصداقية ويتوفر على البنيات التحتية والكفاءات البشرية لمواجهة التطرف العنيف على أرض الواقع".