أشرفت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء، مؤخرا، على توقيع اتفاقية شراكة مع رئيس الكولف الملكي دار السلام وعلي الفاسي الفهري المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب تتعلق بإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لمدينة عين عودة لسقي الكولف الملكي دار السلام. ويهدف هذا المشروع، الذي تقدر تكلفة إنجازه ب 174 مليون درهم، إلى سقي مساحة تقدر ب95 هكتارا، مما سيمكن من اقتصاد أكثر من 1.3 مليون متر مكعب من الماء الشروب سنويا. وفي هذا الصدد، قالت أفيلال، في كلمتها خلال اللقاء، إن «تنفيذ المشروع يتلاءم مع مقتضيات الخطط الوطني للماء، والذي ينص على اللجوء إلى استخدام المياه غير التقليدية، بالإضافة إلى الاقتصاد في الماء وزيادة العرض من المياه السطحية»، مؤكدة أن المشروع يدخل في إطار الأهداف التي سطرها المخطط الوطني للماء، الرامي إلى إعادة استعمال ما يناهز 325 مليون متر مكعب من المياه العادمة في أفق عام 2030. واعتبرت أفيلال أن المشروع، الذي سيكون جاهزا بداية سنة 2019 ، يعد خير مثال على التقارب بين مختلف الفاعلين المعنيين بمجال تدبير المياه، مشيرة إلى أن اتفاقية الشراكة تهم أيضا كلا من وزارة الداخلية، ووزارة الاقتصاد والمالية وكذا وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية. وأشارت المسؤولة الحكومية إلى أن 18 مشروعا لإعادة استعمال المياه العادمة هي الآن منجزة أو في طور الإنجاز، تعبئ مايناهز 38 مليون متر مكعب في السنة، مضيفة أن «الوزارة تعمل بالتعاون مع الجهات المعنية، على وضع اللمسات الأخيرة للمخطط الوطني لإعادة الاستعمال، والذي سيتم عرضه في شهر دجنبر المقبل». من جهته، أكد الفاسي الفهري، خلال اللقاء، أن «هذا المشروع رأى النور بفضل التوجيهات السامية لجلالة الملك والأمير مولاي رشيد، اللذين طالبا بإيجاد حل بديل لاستعمال المياه الصالحة للشرب في سقي عشب الكولف الملكي بدار السلام، وهو ما اشتغل عليه المكتب رفقة الوزارة المكلفة بالماء»، موضحا أن «الكولف الملكي كان يستعمل مياه سد سيدي محمد بن عبد الله، وهذا كان غير مقبول». وقال الفاسي الفهري إن «الدراسات تكلفت بها شركة «ريضال « وتطلبت وقتا طويلا واستثمارات عالية، حيث كانت الفكرة الأولى ترتكز على استعمال مياه العادمة لمدينة الرباط إلا أنها لم تعطي النتائج المتوخاة، ليستقر الرأي على استعمال محطة معالجة المياه بعين عودة، التي ستتقوى بفضل هذه الشراكة لتغطي كمية المياه التي يحتاجها الكولف الملكي لسقي العشب». أما بوفتاس فأوضح في كلمته أن «المشروع يدخل في إطار مساهمة الكولف الملكي في التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة»، مضيفا أن «المشروع يعد نموذجيا وسيفتح الباب لتعميمه على باقي أندية الكولف بالمملكة». وستعمل محطة المعالجة عين عودة على ضمان تزويد الكولف الملكي دار السلام بالمياه العادمة المعالجة بالكمية وبالجودة المطلوبتين، من خلال إخضاعها لمعالجة متقدمة جدا، الأمر الذي سيتطلب تغيير طريقة التصفية من متوسطة الحمولة إلى ضعيفة الحمولة. كما سيتم إنجاز قنوات خاصة لتحويل المياه من محطة التصفية نحو المولف الملكي دار السلام، بالإضافة إلي تدابير مصاحبة على المدى المتوسط. هشام الفرجي