تعرضت لأزمة نفسية واختارت الانزواء والتوحد بغرفتها هي ملاك اسرتها،ضحى ابوها بالغالي والنفيس لكي يضمن لها مقعدا باحدى المدارس الخاصة بمدينة سطات بهدف منحها فرصة التربية والتعليم في ظروف مريحة. انها سارة طفلة من مدينة سطات،لم تبلغ بعد ربيعها العاشر.كانت مفعمة بالحيوية والنشاط،مقبلة على الدراسة بشغف،امنيتها الوحيدة ان تغدو طبيبة اسنان،لدى حرص والداها بمناسبة عاشوراء يمنحاها لعب اطفال ،عبارة عن ادوات واجهزة طبية،خاصة بالاطباء،حتى تستانس بالمهنة منذ نعومة طفولتها.لكن فجاة تحولت هذه الطفلة الى انطوائية،تنزوي منفردة في ركن من غرفتها،تستيقظ على وقع كوابيس وقد بلل البول ثيابها.مرعوبة ترتمي في حضن ابيها وامها تجهش في البكاء،رافضة الكشف عن سر هذا الرعب والخوف والهلع. سر تعب الابوان جاهدين من اجل الكشف عن طلاسيمه،قبل ان يتبين ان الطفلة المسكينة قد تعرضت لتعنيف جسدي بشع من قبل معلمتها بعد ان استفسرتها عن قواعد في اللغة العربية لم تقوى الطفلة على الاجابة في الحين عليها. وبعد ان امرتها المعلمة بمغادرة مقعدها والتوجه الى السبورة ،من اجل التاديب،استحضرت الاجابة،فطلبت من معلمتها فرصة ثانية لم تمنحها لها،ليكون نصيبها ضرب مبرح،سب وشتم.الاكثر من ذلك ان المعلمة وفي خطوة غير مسبوقة ساقت الطفلة سارة ذات العشر سنوات وهي تجهش بالبكاء وطافت بها على جميع الفصول الدراسية،ناعتة اياها باقدح الاوصاف،تجولت على اثرها سارة الى موضوع همز ولمز من قبل زملائها،سواء بباحة الاستراحة او داخل سيارة النقل المدرسي.فالجميع يرمقها بنظرات ملؤها الاشمئزاز والاحتقار والاهانة وبعبارات دونية ازمت وضعيتها النفسية. الصغيرة المسكينة اختزنت بداخلها كل هذه الماسي النفسية. وفي الوقت الذي لم تستطع فيه البوح الى ذويها بتفاصيل ما تعرضت له على يد معلمتها خشية من انتقام وعقاب انكر، فضلت الانزواء والتوحد. اسرة سارة حاولت استجلاء حقيقة الامر من عند المعلمة التي اعتبرت التاديب حقا مشروعا والتعذيب الجسدي واللفظي من صميم العملية التربوية التعليمية وتبنت مقولة ان ارض الله واسعة في وجه كل من يرفض بيداغوجيتها في التدريس. الشيء الذي اجبر اسرة الضحية الى طرق باب القضاء بعد حصولها على شهادة طبية تؤكد العنف الجسدي الذي تعرضت له فلذة كبدها ذات العشر سنوات الى جانب تقرير اخصائي نفسي حصر اضرارا نفسية وسيكولوجية لحقت بها ،جراء التشهير بها وسط زملائها بالمؤسسة التعليمية. قصة سارة تعيد الى الواجهة نقاشا قديما جديدا بخصوص العنف الممارس من قبل بعض اعضاء هيئة التدريس ومدى مشروعيته في انجاح العملية التعلمية التعليمية. في اتصال خاص اكد اب سارة لجريدة الاحداث المغربية ان طفلته تعرضت لازمة نفسية ابعدتها عن عالمها الوردي الذي كانت تعيش وسطه احلى وازهى اوقات فراغها "بنتي تغيرات بشكل غريب. انا او ماماها حسينا ان سارة عندها شي حاجا، ملي تلاقينا مع اباء وامهات زملائها او حكاو لينا كل ماجرى داخل الفصل الدراسي، عن طريق الوقائع التي كان الاطفال شاهدين عليها. واحد نهار ملي زوجتي مشات تجيب سارة لقاتها منعزلة في واحد المكان داخل المؤسسة لوحدها. ملي سولاتها مقدراتش تجاوبها،حسات بخوف رهيب. مشات عند المعلمة ديالها قالت ليها لي بغا يقرا عندي خصو يحترم الطريقة ديالي او ارض الله واسعة" جريدة الاحداث المغربية ولا ستجلاء حقيقة الموضوع ،حاولت الاتصال بالمعنية بالامر، لكن ظلت محاولاتنا بدون جدوى. حسن حليم