أمر الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء حسن مطار، مساء السبت، بإيداع ثمانية من عناصر الأمن من أصل تسعة رهن الاعتقال الاحتياطي، بعد أن وجهت لهم النيابة العامة تهمة «تعذيب شخص في حالة نفسية حرجة مع استعمال العنف قصد إيدائه وتخويفه، الناتج عنه موت دون نية إحداثه». في الوقت الذي تم فيه توجيه تهمة «عدم التبليغ عن جناية» ضد العنصر التاسع من رجال الأمن، مع إخضاعه للمراقبة القضائية، والأمر بسحب جواز سفره إن كان يتوفر على جواز سفر. كان المشهد مؤلما، وقد وقع خبر الاعتقال والأمر بإيداع الأمنيين المتهمين السجن، على أفراد أسرهم وعائلاتهم، ممن تسمروا بجوار البوابة الخلفية لمحكمة الاستئناف في انتظار القرار، الذي نزل عليهم كالصاعقة. وتعود هذه القضية إلى تاريخ 31 من شهر غشت الماضي عندما لفظ شاب كان رهن الحراسة النظرية بأحد مقرات الشرطة بعين السبع أنفاسه الأخيرة، بعد نقله في حالة حرجة إلى المستشفى. وبإحالة الأمنيين التسعة على النيابة تم الاستماع إليهم من نائب للوكيل العام، كما تم استنطاقهم من طرف قاضي التحقيق، قبل أن يصدر قرار الاعتقال، بعد مواجهة الأمنيين المتهمين بصور فتوغرافية وشريط مصور أثبت تناوب العناصر الأمنية التي كانت موجودة بالمقر الأمني على تعذيب الضحية. ويتعلق الأمر بستة عناصر من رتب حراس الأمن أو مقدمي الشرطة، إضافة إلى عنصري من اللواء الخفيف للتدخل السريع «البلير» أحدهما يتحدر من مدينة زاكورة والثاني من مدينة تيفلت. وكان بلاغ صادر عن ولاية أمن الدارالبيضاء، بتاريخ 31 غشت الماضي، أشار إلى «أن شخصا كان موضوعا تحت المراقبة الطبية بالمستشفى الجامعي ابن رشد، توفي في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين 31 غشت، متأثرا بمضاعفات الجروح التي تسبب فيها عمدا عندما كان موضوعا تحت تدبير الحراسة النظرية من أجل تعاطي المخدرات». وذكر البلاغ ذاته أن «الهالك تم توقيفه مساء السبت (29 غشت) بالشارع العام، وهو في حالة تخدير متقدمة بسبب تعاطي المخدرات، حيث تم الاحتفاظ به تحت تدابير الحراسة النظرية من أجل البحث معه حول الأفعال المنسوبة إليه»، وأضاف المصدر ذاته أن الموقوف «عرض نفسه لإيذاء عمدي أثناء الحراسة النظرية، بعدما ضرب رأسه مع القضبان الحديدية الخاصة بالغرفة الأمنية التي كان مودعا بها». البلاغ أشار إلى أن مصالح ولاية أمن الدارالبيضاء «فتحت بحثا في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة»، و «تم الاستماع إلى ثلاثة شهود كانوا مودعين رهن الحراسة النظرية»، قال البلاغ إنهم «أكدوا واقعة الإيذاء التلقائي العمدي». رشيد قبول